ودع آلاف الفلسطينيين الغاضبين اصغر ضحايا قوات الاحتلال الاسرائيلي، منذ اندلاع الانتفاضة قبل سبعة اشهر، الرضيعة ايمان حجو في موكب جنائزي مهيب قبل ان توارى الثرى موشحة بقطعة قماش بيضاء اللون في مخيم دير البلح للاجئين الفلسطينيين بعدما تم "تهريبها" عبر الحواجز العسكرية الاسرائيلية في سيارة خاصة من مخيم خان يونس حيث قتلت ولم تتمكن والدتها سوزان، التي أصابتها وطفليها وجدتهما شظايا القذيفة نفسها بجروح بالغة، من إلقاء النظرة الأخيرة على وجهها، فيما حمل الشبان والدها مصطفى الذي يعمل في جهاز الشرطة الفلسطينية على الاكتاف بسبب اصابته بجروح في وقت سابق جراء اطلاق النار عليه، قبل شهور في اريحا. وحلقت مروحيات عسكرية اسرائيلية فوق منزل الرضيعة ايمان خلال مراسيم الجنازة التي طغت عليها مشاعر الحزن والسخط ولاقت لها صدى في مسيرات مشابهة في مدن اخرى وفي مخيمات الفلسطينيين في لبنان توحدت في انطلاقها ساعة دفن الرضيعة. الى ذلك، خرج مئات الاطفال الفلسطينيين في مخيمات لبنان من مدارسهم ومنازلهم للتظاهر، احتجاجاً على مقتل الرضيعة ايمان. وشملت التظاهرات مخيمات برج البراجنة ضاحية بيروت الجنوبية وعين الحلوة وصور حيث اقام الاطفال جنازة رمزية امام مقر للأمم المتحدة بدعوة من الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، وحملوا صوراً للطفلة نشرتها الصحف اللبنانية على صفحاتها الاولى ولافتات حملت عبارات منها: "أين المجتمع الدولي ألا يستحق الاطفال الحماية؟". وسلم وفد من الاهالي الذين رافقوا الاطفال مذكرة الى ضابط دولي لرفعها الى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تطالبه باتخاذ "موقف واضح لحماية الشعب الفلسطيني". وتظاهر الاطفال في مخيم برج البراجنة بدعوة من حركة "حماس" امام مقر وكالة "أونروا" رافعين اعلاماً فلسطينية وصور ايمان، ولافتات تسأل عن حق الاطفال في الحياة. وأحرق المشاركون العلم الاسرائىلي. وفي مخيم عين الحلوة في صيدا شارك اكثر من 700 طفل في اعتصام اقيم امام شعلة الانتفاضة، منددين "بالجريمة التي ارتكبت في حق الطفلة". وحملوا الرايات السود والاعلام الفلسطينية وساروا في مسيرة تشييع رمزية حيث وضعت في مقدم موكب التشييع دمية طفلة مضرجة بالدماء وهتفوا لفلسطين. ورفعوا لافتات دعت المجتمع الدولي ومجلس الامن الى "وقف قتل الاطفال".