يوقع الرئيس الكوبي فيدل كاسترو، اليوم، سلسلة من الاتفاقات مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة تتعلق ب"تحديث إطار التعاون وإقرار اتصال بين رجال الأعمال و تحفيز القطاعات الكفيلة بتعزيز العلاقات بين العاصمتين بشكل اكبر". وعقد كاسترو، أمس، سلسلة من المحادثات مع بوتفليقة تناولت العلاقات الثنائية والقضايا الدولية. وأكدت المصادر الرسمية حصول "تطابق" في مواقف الجانبين من عدد كبير من القضايا، بينها الوضع في الشرق الأوسط والدعوة إلى نظام عاملي متوازن. والتقى الرئيس الكوبي في مقر إقامته كلاً من رئيس الحكومة السيد علي بن فليس ورئيس المجلس الشعبي الوطني الغرفة الأولى السيد عبدالقادر بن صالح. وحضر في المساء مأدبة عشاء أقامها تكريماً له بوتفليقة. وأبدى كاسترو، في تصريحاته، رغبة في "توطيد علاقات الصداقة التاريخية التي تربط البلدين". وقال لدى وصوله مساء أول من أمس الى مطار هواري بومدين ان العلاقات بين البلدين "تطورت باستمرار لتكرس اكثر روابط التعاون والصداقة". وأضاف "ان التاريخ المشترك بين الشعبين الكوبي والجزائري يشكل عامل ثقة الذي دفع دائماً نحو تعزيز العلاقات بين الدولتين الجزائرية والكوبية لمصلحة الشعبين. ان زيارتي تدخل في إطار استمرار العلاقات التقليدية التي تربط بين كوباوالجزائر". ورأى "أن التغييرات التي شهدها العالم في السنوات الأخيرة سمحت للشعبين الجزائري والكوبي بتقوية علاقات التعاون القائمة بينهما". ويغادر كاسترو ا ف ب مساء اليوم الجزائر الى طهران في زيارة تاريخية لايران تهدف الى تعزيز التعاون بين البلدين اللذين يواجهان حظرا من جانب "العدو المشترك" الولاياتالمتحدة. ويبحث الرئيس الكوبي، خلال زيارته الاولى لايران، مع الرئيس الايراني محمد خاتمي ومرشد الجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس السابق علي اكبر هاشمي رفسنجاني في سبل "تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية" بين البلدين اللذين يجمعهما تضامن في المواقف في الساحة الدولية. وقد يكون الرئيس الايراني نفسه في استقبال كاسترو في مطار طهران، مما يشكل حدثا استثنائيا. وقال سفير كوبا في طهران داريو اورا تورينتي لوكالة "فرانس برس" ان هذه الزيارة "مهمة جدا سياسيا واقتصاديا ولدينا الكثير من الاشياء لنقولها فضلا عن مجالات التعاون". واضاف: "لدينا عدو مشترك هو الولاياتالمتحدة التي وضعت قوانين متشابهة قانونا داماتو ضد ايران وتوريتشيلي ضد كوبا تهدف الى خنقنا اقتصايا وتفرض حظرا علينا"، مضيفا ان الولاياتالمتحدة تصف البلدين ب"الاهاربيين". وكان خاتمي التقى الرئيس الكوبي مرتين في دوربان جنوب افريقيا في قمة دول عدم الانحياز العام 1999 وفي هافانا في نيسان ابريل 2000 في القمة الاولى لمجموعة ال77 التي تضم 133 بلدا من الجنوب وتتولى ايران حاليا رئاستها الدورية. وكان كاسترو التقى خامنئي عندما كان انذاك رئيسا للجمهورية، في هراري العام 1986 خلال قمة دول عدم الانحياز. وفي ما يتعلق بغالبية القضايا الدولية بما فيها الشرق الاوسط، تبنت ايرانوكوبا مواقف متقاربة وتحاول ان "تعيد اطلاق تعاون الدول النامية وتضامنها في مواجهة تحدي العولمة"، بحسب ديبلوماسي غربي. وعلى المستوى الاقتصادي، يعتبر حجم المبادلات بين البلدين ضعيفا اذ يقتصر على 20 مليون دولار فقط نظرا الى غياب اي مبادلات نفطية. ولا تشتري كوبا الكثير من المنتجات الايرانية وتقتصر وارداتها منها على النسيج في شكل خاص. وتشتري ايران السكر الكوبي بمعدل مئة الف طن سنويا عبر السوق الدولية. وتساهم هافانا في مشروع ايراني -مصري لبناء سبعة مصانع لانتاح السكر في خوزستان جنوب غربي ايران. ويقيم البلدان علاقات اكثر اهمية في مجالي الصحة والرياضة. واطلقت كوبا مشروعا واسعا لبيع اللقاحات ضد التهاب الكبد والادوية الخاصة بالقلب سيتم تصنيعها في مصنع قريب من طهران. كذلك، تستعين ايران بالرياضيين الكوبيين اذ ان 13 مدربا كوبيا يتولون تدريب الشبان الايرانيين وخصوصا في كرة السلة والكرة الطائرة والجودو. وبعد زيارته الى ايران التي ستقتصر على العاصمة طهران، سيتوجه كاسترو الى ماليزيا.