انتقد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل دور القيادة النيجيرية في تنظيم لقاء بين زعيم حزب الأمة المعارض الصادق المهدي ورئيس "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق في أبوجا من دون اخطار الحكومة السودانية،. وتحدث اسماعيل عن "غموض" في الدور النيجيري. وقال ل"الحياة" إن الرئيس اولييغون أوباسانجو "لم يطلع الحكومة السودانية على مساعيه وخطواته، ولم يبلغها بجهوده مع المهدي خلال زيارته السابقة إلى أبوجا، كما لم نتلق منه أي اخطار عن عزمه عقد لقاء بين المهدي وقرنق". وأوضح أن "هناك حاجة لاستجلاء الدور الذي يقوم به الرئيس اوباسانجو، وما إذا كانت التحركات النيجيرية سلبية أم ايجابية على جهود السلام". وأوضح أن المهدي أبلغ السفير السوداني لدى نيجيريا عبدالرحيم خليل أنه "فوجئ" بترتيب لقاء مع قرنق، وأنه نقل بعد وصوله إلى أبوجا إلى لقاء كان مقرراً مع الرئيس النيجيري، لكنه فوجئ بوجود قرنق عند وصوله إلى مكان الاجتماع. على صعيد آخر أ ف ب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية مساء الجمعة أن واشنطن ما زالت تفكر في إمكان تعيين مبعوث خاص للسودان مستقل عن المنسق الخاص للشؤون الإنسانية الذي عين الخميس. وقال المتحدث باسم الوزارة ريتشارد باوتشر: "ما زلنا ندرس سياستنا السودانية بما في ذلك إمكان تعيين مبعوث خاص". وعهد بمهمة منسق الشؤون الإنسانية إلى المدير الجديد للوكالة العامة الأميركية للمساعدة على التنمية أندرو ناتسيوس. وأضاف المتحدث ان مهمة المنسق هذه ستتيح له "زيادة وتحسين تسليم المساعدات إلى المتضررين في السودان وتشجيع الخطوات الرامية إلى تحسين الظروف الحياتية والاكتفاء الذاتي في هذا البلد وتنسيق الجهود الأميركية". وردت الحكومة السودانية بحذر على تعيين منسق الشؤون الإنسانية الأميركي الجديد، وأشارت إلى "ضغوط تمارسها جماعات معادية لحمل واشنطن على اتخاذ سياسة سلبية تجاه السودان". وقال وزير الخارجية السوداني: "إذا قررت إدارة بوش السير في طريق سياسة إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، فلن يكون أمامنا سوى مواجهتها. هذا ليس خيارنا، ولكنه ما تمليه علينا عزتنا وكرامتنا وحماية أمننا. أما إذا كانت سياسة بوش ايجابية فليست لدينا مصلحة في معارضتها، إذ نحن في حاجة لمساعدة أميركا بوزنها الدولي المعروف لحل قضايانا". غير أنه أعلن ترحيب بلاده بأي خطوة أميركية "تهدف إلى التعاون الايجابي لحل المشكلات التي تجابه السودان على غرار ما يفعله الاتحاد الأوروبي في حواره مع الحكومة". واعتبر أن واشنطن لم تحدد بعد بصفة قاطعة سياستها تجاه السودان، وإن كانت على وشك إعلانها، مشيراً إلى الضغوط التي تمارسها جماعات معادية لحمل الإدارة الأميركية على اتخاذ سياسة سلبية تجاه السودان. وانتقد مستشار الرئيس لشؤون السلام مكي علي بلايل القرار الأميركي، وقال إنه "استند إلى معلومات خاطئة". ووصف الاتهامات التي ساقها الرئيسى الأميركي ضد بلاده بأنها "قديمة وتؤكد الاستهداف الأميركي للسودان، ووقوع الإدارة الأميركية ضحية للمعلومات المغلوطة التي تروج لها المنظمات اليهودية".