وصف الرئيس الفرنسي جاك شيراك الجدل في لبنان في شأن العلاقات مع سورية بأنه اساسي. وقال انه موضع متابعة واهتمام من فرنسا، داعياً الى تجنيب لبنان دوامة العنف بين اسرائيل والمناطق الفلسطينية. جاء ذلك في خطاب القاه الرئيس الفرنسي، خلال عشاء الدولة الذي أقامه في قصر الأليزيه تكريماً لنظيره اللبناني اميل لحود، الذي وصل امس الى باريس في زيارة الدولة الأولى من نوعها لرئيس لبناني منذ الزيارة التي قام بها الرئيس الراحل شارل حلو العام 1965. وقال شيراك ان "اللبنانيين يفكرون في تطور العلاقات السورية - اللبنانية" وان هذا النقاش "اساسي، وتتابع فرنسا، صديقة الشعبين السوري واللبناني، باهتمام" هذا النقاش. وابدى ثقته بأن "سلطات البلدين ستعرفان كيف تردان على التطلعات التي يجري التعبير عنها، بخطوة اخوية ومنفتحة وتدريجية تأخذ في الاعتبار مصلحة كل منهما". ورأى الرئيس الفرنسي انه من الضروري ان يستعيد "الشرق الأوسط بأكمله الاستقرار"، ملاحظاً ان "الاشهر الأخيرة شهدت للاسف اشتعال العنف بين اسرائيل والمناطق الفلسطينية ... وينبغي تجنيب لبنان دوامة العنف ومنعها من الامتداد اليه". واعرب عن أمله في عودة الحوار قريباً "بحيث تؤخذ في الاعتبار مصالح" لبنان، وان هذا "ينطبق بشكل خاص على موضوع اللاجئين"، وان "حل هذه المشكلة الدقيقة ينبغي الا يتم على حساب لبنان وتوازناته". ودعا شيراك نظيره اللبناني الى دعم جهود الحكومة اللبنانية لإعادة احياء الوضع الاقتصادي، واصفاً الخيار الذي حدد في هذا الشأن بأنه خيار "الاصلاح والتحديث الشجاع". وقال ان ممثلي المؤسسات المالية الدولية ورئيس المفوضية الأوروبية، عبروا جميعاً خلال الاجتماع الذي عقد في باريس في 27 شباط فبراير الماضي عن "اقتناعهم وثقتهم بالسياسة الاقتصادية التي يعتمدها رئيس الحكومة رفيق الحريري"، وان "تطبيق الاصلاحات سيشجع شركاء لبنان على المساهمة فيها". واضاف انه مرتاح للرغبة التي أبداها لبنان للتوصل قريباً إلى اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي، معرباً عن أمله في أن يجري توقيعه هذه السنة. وأكد ان فرنسا "لم تتوقف يوماً عن مساندة وحدة لبنان واستقلاله وسيادته"، وأنها حيّت عودة مناطقه الجنوبية إليه و"تشجع على تأكيد سلطة الدولة على المنطقة المحررة". ورأى أنه "يقتضي أيضاً اصلاح الدولة وتعزيز مؤسساتها الإدارية والقضائية والاجتماعية"، وقال إن تولي لحود سدة الرئاسة يعيد لبنان إلى ذاته. وقال إن عودة لبنان إلى الساحة الدولية تشهد محطة مهمة في الخريف المقبل، عندما تعقد الدول الفرانكوفونية أول قمة لها في عاصمة عربية هي بيروت. وكان لحود وصل إلى باريس بعد ظهر أمس على متن طائرة تابعة ل"طيران الشرق الأوسط" واستقبله في المطار وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار الذي عرض معه حرس الشرف، والسفيران الفرنسي في لبنان فيليب لوكورتييه واللبناني في فرنسا اليزيه علم والسلك الديبلوماسي العربي. ويرافق الرئيس لحود اللبنانية الأولى السيدة اندريه ووزير الخارجية محمود حمود ونائب رئيس الوزراء عصام فارس وزوجته هالة ومدير الشؤون السياسية في وزارة الخارجية السفير ناجي ابي عاصي والمدير العام للأمن العام اللواء جميل السيد. وكانت الأعلام اللبنانية مرفقة بالأعلام الفرنسية، توزعت منذ يوم الجمعة الماضي في جادات باريس وعلى مداخل المقرات الرسمية. وكان لحود صرح لدى وصوله إلى مطار أورلي بأن العلاقات اللبنانية - الفرنسية "كانت وستبقى علاقات فريدة بين دولتين صديقتين تسعيان إلى تعزيز صداقتهما في المجالات كافة".