كمبالا، نيروبي - أ ف ب، رويترز - دافع وزير الخارجية الاميركي كولن باول امس عن قرار وزارته تقديم مساعدات مالية الى المعارضة السودانية بعد انتقادات حادة من الخرطوم. وقال في كمبالا امس، ان تخصيص ثلاثة ملايين دولار لمصلحة التجمع الوطني الديموقراطي المعارض "لن يؤدي الى توسيع النزاع". واضاف ان هذه المساعدة المخصصة لاغراض مدنية تهدف الى "اعادة هيكلة المعارضة" على الصعيد السياسي. وكان اعلن في نيروبي صباحا ان هذه الاموال ينبغي ان تساعد المعارضة على تطوير قدراتها للمشاركة في المفاوضات. وقال عقب لقاء مع الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني في كمبالا ان الولاياتالمتحدة تريد ان تكون اكثر فعالية في تسوية النزاع في السودان عبر تعيين مبعوث اميركي خاص يكلف هذا الملف. وقال للصحافيين ان تعيين المبعوث "سيظهر ان واشنطن تريد ان يكون لها دور اكثر فعالية في هذه المنطقة". ومن جهته اعرب موسيفيني الذي باشرت بلاده تقاربا ديبلوماسيا مع الخرطوم عن ارتياحه لكون الولاياتالمتحدة تريد المساهمة اكثر في تسوية هذا النزاع لأن كل المبادرات الاخرى "مجمدة". الى ذلك، اعلنت الوكالة الاميركية للمساعدات في نيروبي امس ان الولاياتالمتحدة ستخصص مساعدة غذائية اضافية عاجلة بحجم 40 الف طن لجنوب السودان لمواجهة تدهور الوضع الغذائي الناجم عن الجفاف واستمرار الحرب. وقال مدير الوكالة المنسق الخاص للادارة الاميركية من اجل مساعدة السودان اندرو ناتسيوس عقب لقاء في نيروبي بين وزير الخارجية الاميركي كولن باول وممثلي المنظمات الانسانية الناشطة في جنوب السودان، ان "مساعدة بحجم 40 الف طن اضافي ستوزع بحسب الحاجة في معسكري الحكومة والمتمردين ومن دون تمييز". وقال ناتسيوس ان عامين من الجفاف المتواصل في شرق افريقيا "عقدت الوضع الانساني الى درجة كبيرة". وقال باول بعد اللقاء: "انا متأثر حيال الوضع البائس السائد" في جنوب السودان. واعرب عن دعمه لجهود كينيا داخل السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد. واضاف: "سنعمل بجد للتوصل الى وقف اطلاق نار اذا كان الامر ممكناً وسنعمل مع كل الاطراف"، مؤكدا ان الادارة الاميركية "انهت تقويمها" للأزمة في السودان. وتابع: "يبدو انه ستكون هناك امور جديدة علينا ان نأخذها في الاعتبار. ليس لدي خطة كبيرة اعلن عنها حتى الوقت الراهن".