سالت ليك سيتي، واشنطن - "الحياة"، رويترز - بدأت امس في بروفو في ولاية يوتاه الأميركية محاكمة توم غرين بتهمة الزواج من خمس نساء في وقت واحد. وهي دعوى قضائية أولى من نوعها منذ عقود في ولاية يمارس حوالي 40 الفاً من سكانها تعدد الزوجات. لكن غرين الذي يمكن ان يحكم بالسجن 25 عاماً في حال ادانته، يتهم الحكومة باستهدافه لأنه جاهر بالدفاع عن قناعاته ويعتبر المحاكمة اعتداءً على حرية الدين والتعبير. ويرى مؤيدوه ان السبب يكمن في قلق سلطات الولاية من صورتها مع اقتراب دورة الألعاب الاولمبية الشتوية التي تستضيفها عاصمتها، سالت ليك سيتي، مطلع السنة المقبلة. يعيش غرين 52 عاماً مع زوجاته الخمس واطفاله ال 25 الذين تراوح اعمارهم بين سنتين و14 سنة، في مجموعة مساكن متنقلة قرب تراوت كريك، وسط منطقة صحراوية تبعد حوالى 125 ميلاً جنوب غربي سالت ليك سيتي. وانتقل الى هذا الموقع بعد طرده من العاصمة قبل اربع سنوات بسبب ممارسته تعدد الزوجات. ودافع الرجل عن نمط حياته في برامج تلفزيونية عدة، من ضمنها برنامج جيري سبرينغر. وعقد مؤتمرات صحافية على رغم تحذير أحد القضاة له بوجوب الكف عن ذلك. وأصر على مواصلة الدعوة الى السماح بممارسة تعدد الزوجات بموجب حماية الحرية الدينية، معترضاً على محاولة سلطات الولاية اسكاته. وقال: "ان القاعدة غير المكتوبة منذ 50 عاماً في ولاية يوتا هي ان تتظاهر بأنك غير موجود وسنتظاهر بأنك غير موجود". وادعى غرين انه تلقى عرضاً باسقاط الدعوى ضده بهدوء اذا غادر الولاية او امتنع عن التحدث الى وسائل الاعلام، الاّ انه رفض العرض. وعبّر عن اعتقاده بأن محاكمته تجرى بالروح ذاتها التي طردت بها سلطات اتلانتا المشردين من الشوارع قبل بدء الالعاب الاولمبية هناك. وانتقد الكنيسة المورمونية، واتهم بروفسوراً من جامعة بريغهام يونغ التابعة لها بمساعدة المدعين على مقاضاته. ورفض ناطق باسم الكنيسة الادلاء بتعليق على ذلك. وبدأ انتشار تعدد الزوجات في ولاية يوتاه في الاربعينات من القرن التاسع عشر عندما استقر اتباع الكنيسة المورمونية هناك. لكن واشنطن اتخذت موقفاً متشدداً ضد هذه الممارسة، ووقع الرئىس لينكولن في 1862 قانوناً يحظرها. وتنصلت الكنيسة المورمونية من تعدد الزوجات في 1890. وحُظرت الممارسة ايضاً في دستور يوتاه شرطاً لمنحها مكانة الولاية. ويقول منتقدو تعدد الزوجات انه يوفر ظروفاً مشجعة للاساءة جنسياً الى الاطفال ولسِفاح القربى، وان الفتيات اللواتي يدخلن في مثل هذه العلاقة يحرمن من فرص التعليم والعمل ويصعب عليهن تقدير الموقف بسبب صغر السن. لكن منظمات مثل "الاتحاد الاميركي للحريات المدنية" اعتبرت الدعوى على غرين انتهاكاً لحرمة الحياة الشخصية. لكن زوجته ليندا 28 عاماً انبرت للدفاع عن تعدد الزوجات انطلاقاً من اعتبارات عملية ودينية. وقالت انها أحبّت غرين "ولم أجد مبرراً للانتظار". واوضحت انها تنسق مع بقية "الزوجات - الشقيقات" هانا 24 عاماً، وكاري 25 عاماً، ولي آن 26 عاماً، وشيرلي 30 عاماً، "اللواتي يمضين الوقت مع توم. فنحن نتناوب عادةً. واراعي وضع الاخريات ورغباتهن وحاجاتهن ... عليك ان تفكر في الشخص الآخر أكثر مما تفكر في نفسك". وبينما يستعد غرين لاحتمال صدور حكم عليه بالسجن سنوات عدة، تواجه سلطات يوتاه خياراً صعباً، فهي ستتهم، إذا دانته، بحرمان 25 طفلاً من أبيهم الذين تربطهم به، حتى باعتراف جهة الادعاء، علاقة ممتازة.