وجه مجلس الشيوخ الأميركي مساء أول من أمس الجمعة ضربة قاسية إلى الإدارة الجديدة للرئيس جورج دبليو بوش، بموافقته على موازنة تتضمن خفضاً للضرائب بما تصل قيمته إلى 2.1 تريليون دولار على مدى 10 سنوات، بدلاً من 6.1 تريليون دولار، كما ورد في خطة بوش. واشنطن - أ ب، أ ف ب، رويترز - صوّت أعضاء مجلس الشيوخ بغالبية 65 صوتاً مقابل 35 على مسودة مشروع تسمح بخفض للضرائب تصل قيمته إلى 2.1 تريليون دولار. وجاء التوصيت بعدما فشلت الإدارة والزعماء الجمهوريون في مجلس الشيوخ في ايجاد العدد الكافي من الأصوات لضمان الموافقة على الخفض الكامل للضرائب 6.1 تريليون دولار الوارد في صلب البرنامج الاقتصادي لبوش. وقال الرئيس الأميركي إن الرقم الذي تمت الموافقة عليه، على رغم أنه أقل مما كان يريد، إلا أنه لا يزال يمثل "خفضاً حقيقياً للضرائب". وأعرب عن ارتياحه للتصويت على رغم الهزيمة التي مُني بها. وقال في حفلة لتقديم جوائز في البيت الأبيض: "أنا سعيد فعلاً لأن مجلس الشيوخ صوّت على موازنة ستمول البرامج التي تحظى بالأولوية وتقر خفضاً حقيقياً ومهماً للضرائب المفروضة على الأميركيين بما يزيد على 1200 بليون دولار". وأشار إلى أنه يتعين على مجلسي الكونغرس أن يتفقا الآن على مشروعيهما للموازنة بعدما وافق مجلس النواب، حيث يتمتع الجمهوريون بالغالبية، على خفض الضرائب بمبلغ 6.1 تريليون دولار وفقاً لخطة البيت الأبيض. وأضاف انه يتعين "عليهما أن يجدا أرضية مشتركة الآن"، مشيراً إلى أن "النتيجة ستتمثل بأكبر خفض للضرائب منذ عقود عدة". ويتضمن القرار الذي صوّت عليه مجلس الشيوخ، التوجهات الاقتصادية الكبرى للرئيس للسنة المالية 2002 ومشروعه لخفض الضرائب، غير أن هذا القرار لا يتمتع بصفة إلزامية باعتبار أنه سيخضع لتصويت لاحق على الموازنة وعلى تخفيضات الضرائب. وقد حُددت قيمة الخفض ب2.1 تريليون دولار عقب حرب أرقام قامت بين الديموقراطيين والجمهوريين الذين اضطروا في نهاية المطاف إلى التفاوض على تسوية. وقد تتغير هذه التسوية طبقاً لمفاوضات لاحقة مع مجلس النواب. وقال محللون إن هذا القرار يشكل ضربة قاسية للرئيس وحلفائه الجمهوريين الذين لم ينجحوا في فرض المشروع الرئاسي الأصلي في مجلس موزع بين الحزبين الديموقراطي والجمهوري بالتساوي. وأعرب الديموقراطيون عن ترحيبهم بحذف أكثر من 420 بليون دولار من مشروع خفض الضرائب. لكن المعركة حول الموازنة لا يبدو أنها انتهت، إذ أن الجمهوريين أعلنوا رغبتهم في رفع قيمة مشروع خفض الضرائب خلال المفاوضات مع مجلس النواب. وكان الناطق باسم بوش، اري فلايشر، قال قبل التصويت إن "الرئيس يرى أن برنامج خفض الضرائب يجب أن يقترب بقدر الإمكان من قيمة 6.1 تريليون دولار الذي يعتبره رقماً جيداً". وأكد بوش في أكثر من مناسبة صواب نظريته الاقتصادية، مشيراً إلى أن الأميركيين يحتاجون إلى خفض مهم للضرائب سيساهم أيضاً في تنشيط الاقتصاد المتباطئ. لكن المراقبين يقولون إنه سيتعين على الرئيس في النهاية أن يكتفي بخفض أقل أهمية. وحقق الديموقراطيون انتصاراً غير متوقع مع مبادرة ثلاثة جمهوريين في مجلس الشيوخ بالتصويت إلى جانبهم لتقليص القيمة الاجمالية لخفض الضرائب بمعدل 420 بليون دولار. في المقابل، اعتبر عدد كبير من أعضاء جماعات الضغط في الكونغرس والمحللين السياسيين التصويت في مجلس الشيوخ انتصاراً كبيراً للرئيس بوش. وذكروا إن موافقة المجلس تسمح لبوش بالمضي قدماً في خطته لجعل أكبر برنامج لتخفيف الضرائب على مدى عقدين قانوناً في غضون الأشهر القليلة المقبلة. وأشار محللون إلى أن ذلك قد يعطي دفعة لجدول أعماله ككل ويعزز حظوظ الجمهوريين في السيطرة مجدداً على الكونغرس في انتخابات 2002. وقال كيم والاس، كبير المحللين السياسيين في دار الوساطة "ليمان براذرز" إن "جورج بوش سيقيم حفلة في وقت ما الصيف المقبل ليوقع على قانون خفض للضرائب يزيد على تريليون دولار". وأضاف: "اعتقد ان هذا سيكون يوماً مشهوداً بالنسبة للرئيس، وكان التصويت يوم الجمعة نصراً كبيراً سيساعده على تحقيقه". لكن الديموقراطي توم داشل، زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث داكوتا، علق ساخراً: "إذا كان هذا انتصاراً لهم، فإننا نريد المزيد من مثل هذه الانتصارات".