بيروت - "الحياة" استمر التجاذب السياسي والسجال في لبنان حول الوجود العسكري السوري، فانضم مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الى المطالبين بالاقلاع عن طرح الموضوع لأن الدولة هي "المرجع الوحيد" في شأنه، فيما رد النائب نسيب لحود على اعلان الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان الموضوع يحتاج الى اجماع وطني، ورأى ان التوافق على اعادة انتشار الجيش السوري تم عبر اتفاق الطائف راجع ص5. وأكد قباني ان "مسألة الوجود السوري التي تطرح اليوم بحدة تسمم العلاقات الأخوية اللبنانية وتثير اجواء التشنج والانقسام، وبالتالي يجب طرحها جانباً والاقلاع عنها". واعتبر في خطبة الجمعة أمس ان "ثقة الخارج بلبنان تأتي من ثقة الداخل به وبالدولة، ومثل هذه الشعارات يطيح الثقة بين اللبنانيين ويسيء الى ثقة الخارج بلبنان". وزاد: "لن نكون أداة للطعن في سورية وخنجراً في ظهرها، ولن نتنكر لدورها وما قدمته من تضحيات ولا تزال في سبيل صون وحدة لبنان والحفاظ على أمنه وسلامه واستقراره وسيادته واستقلاله". واعتبر ان "الدولة بمؤسساتها الدستورية" هي "المرجع الوحيد لاتخاذ القرار المناسب باسم الشعب اللبناني ولمصلحة الوطن". ونفى البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير علمه بأي تحرك شعبي مقبل تجاه بكركي، للمطالبة بعلاقات مميزة مع سورية، وفق ما تردد في بعض الصحف امس. وقال: "العلاقات المميزة مع سورية هي مطلبنا ايضاً". وشدد على "ضرورة الحوار بين اللبنانيين". مؤكداً ان "الحرية شيء مقدس لن نتخلى عنه". وقال: "لم يضح أحد مقدار ما ضحينا وتحمّلنا بالنسبة الى اتفاق الطائف فليطبقوه على الأقل. نحن لم نسمح لأنفسنا بالمطالبة بخروج الجيش السوري لأنه كان هناك احتلال اسرائيلي، ولكن عند خروجهم الاسرائيليين اصبح من الواجب تنفيذ وثيقة الوفاق الوطني خصوصاً ما يتعلق بموضوع الانسحاب السوري". وتابع: "بعد 25 عاماً بلغنا سن الرشد ولم نعد في حاجة الى وصاية أحد علينا. فمنذ البطريرك الياس حويك ونحن نحمل الخطاب الوطني، وعندما ذهب الى مؤتمر الصلح في فرساي عام 1918 للمطالبة بالاستقلال لماذا لم يعترض احد عليه؟ بل حمله الجميع عندما عاد الى لبنان". وكان مقر البطريركية المارونية شهد سلسلة مواقف لقيادات سياسية زارت صفير، وأيدت مواقفه، ومن أبرزها النائب لحود الذي سئل عن خطاب لنصرالله الأربعاء الماضي اكد فيه ضرورة بقاء الجيش السوري في لبنان فأجاب ان "للسيد نصرالله ايادي بيضاً في تحرير الجنوب وتضحيات من أجل التحرير. أما في ما يتعلق بخطابه فهو تطرق الى الغالبية والقلة" اشار الى ان الغالبية مع موقفه من الوجود السوري. وأضاف لحود: "في لبنان، البارحة كما اليوم، لا تعالج الامور من منطق الكثرة والقلة بل من منطق التوافق الوطني الذي تطرق اليه السيد نصرالله، عندما قال ان كل الأمور الكبيرة في حاجة الى وفاق وطني. هناك امور تم التوافق عليها مثل اعادة انتشار الجيش السوري في لبنان عبر اتفاق الطائف، لذلك لا حاجة الى توافق من جديد في شأنه لأن هذا امر مستحق، والمطلوب من الحكومتين اللبنانية والسورية وضع آلية تنفيذية له. اما الوجود السوري العسكري الذي له علاقة بالصراع العربي - الاسرائيلي والتدخل السوري في الحياة السياسية، فأمور قابلة للنقاش والحوار بين جميع الأطراف اللبنانية، توصلاً الى توافق عليها. ان الحوار فقط يوصلنا الى توافق وطني". ورأى لحود ان "دور الدولة ودور الحكومة اساسيان في اطلاق الحوار، ولا أحد غير الدولة يمكن ان يتحمل المسؤولية والتحركات كافة هدفها حض الدولة على رعاية مثل هذا الحوار". في غضون ذلك، اقفل امس اصدار سندات "اليوروبوند" الذي اطلقته الحكومة اللبنانية قبل اسبوع، على مبلغ بليون دولار متجاوزاً المبلغ المقرر ب600 مليون دولار وبلغت الفائدة على هذه السندات 875،9 في المئة وتستحق بعد خمس سنوات. وعلمت "الحياة" ان سلطنة عمان أودعت قبل يومين في مصرف لبنان 50 مليون دولار وديعة لمدة خمس سنوات، بفائدة 4 في المئة، دعماً للوضعين النقدي والاقتصادي. وينتظر ان تودع قطر مبلغاً ستعلن قيمته بعد زيارة رئيس الحكومة رفيق الحريري الدوحة في 19 نيسان ابريل الجاري.