تختتم اليوم قمة الاميركتين بمشاركة زعماء 34 دولة من الاميركتين باستثناء كوبا تباحثوا أمس في انشاء اكبر سوق للتجارة الحرة في العالم تضم اكثر من 800 مليون شخص. فيما تحولت الاحتجاجات ضد العولمة التي ترافق المؤتمرات الاقتصادية والقمم السياسية لازمة متوقعة تشبه البيانات الختامية لهذه المؤتمرات. راجع ص7 واقدمت قوات الامن الكندية المسلحة بالدروع والهراوات والكلاب البوليسية على استخدام القنابل المسيّلة للدموع وخراطيم المياه بكثافة لتفريق آلاف المتظاهرين المناهضين للعولمة الذين تحدّوا الاجراءات الامنية المشددة وسور الاسلاك المشبكة الذي اقيم بطول اربعة كيلومترات حول منطقة الاجتماعات واقامة الوفود. ونجحوا في خرق السياج، ورشقوا قوات الامن بالحجارة وكرات الهوكي مما تسبب في تأخير جلسة الافتتاح حوالى 90 دقيقة. وأسفرت المواجهات عن سقوط خمسة جرحى من رجال الأمن واعتقال أكثر من مئة متظاهر. وتتوقع الشرطة الكندية ان تشهد مزيداً من أعمال العنف مع تدفق حشود المحتجين الذين قدر عددهم أمس بنحو 25 ألفاً على مدينة كيبيك في حافلات تنقلهم من مناطق مختلفة في كندا والولايات المتحدة ودول اخرى في أميركا اللاتينية. وكشف مسؤول أميركي ان "بياناً قوياً بصورة غير عادية سيوقعه المشاركون اليوم في ختام أعمال القمة يدعو الى استبعاد الدول غير الديموقراطية عن مؤتمرات القمة مستقبلاً". وخطف الرئيس الأميركي جورج بوش في حضوره الأول لمؤتمر عالمي، الأضواء بحماسته لاطلاق السوق الحرة في الاميركتين المتوقعة في غضون عام 2005. وقال: "كثير من الأعمال الاميركية تفتح أسواقاً وفرصاً جديدة في الاميركتين مما يساهم في إيجاد فرص عمل ويزيد فرص النمو الاقتصادي في الخارج، وستعم الفائدة جميع الاميركيين عندما يتمتع جيراننا الأقربون بالسلام والاستقرار وينعمون باقتصاد اكثر قوة". وأضاف بوش ان الزعماء سيركزون خلال القمة على البحث في "اجراءات عملية لتدعيم الديموقراطية التي يمكن ان يشكل الفقر والأمية وتجارة المخدرات تهديداً لها". ورأى "ان التجارة الحرة من العوامل المساعدة أيضاً على إحلال الديموقراطية"، مشيراً الى "الفوائد الناجمة عن اتفاق التجارة الحرة بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك ... ان "اتفاق التجارة الحرة في أميركا الشمالية أوجد فرص عمل جيدة في الدول الثلاث وعلينا الآن ان نمد تلك الفرص الى الجميع من خلال اتفاق للتجارة الحرة في نصف الكرة الغربي بأكمله". وقال: "التزمت الحصول على سلطة تفاوضية من الكونغرس لتنمية التجارة قبل نهاية العام الجاري، وأنا واثق من الحصول عليها"، مؤكداً أنه يرى التوصل إلى اتفاق لتحرير التجارة في النصف الغربي من الكرة الأرضية بمثابة حجر الأساس لما وصفه "عصر الأميركتين".