قال وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، ان العقوبات الجديدة على العراق ستركز على منع النظام من تطوير أسلحة الدمار الشامل، وتخفيف القيود عن تصدير السلع والمواد الغذائية الى بغداد. واضاف برايان ويلسون، في حديث الى "الحياة" عشية سفره الى المنامة لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم في الاتحاد الأوروبي، ان القمة العربية الأخيرة وعدم موافقة العراق على ضمان سلامة واستقلال الكويت، أظهرت مدى تعنت هذا النظام ومدى الحاجة الى تطويقه. وعن قضية الشرق الأوسط، قال الوزير البريطاني ان الاتحاد الأوروبي يرغب في لعب دور لإحلال السلام في هذه المنطقة، لكن دوره محدود بالنسبة الى الجهود الاميركية المؤثرة. بعد انتهاء اجتماعات وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ونظرائهم في الاتحاد الأوروبي ستجري محادثات مع المسؤولين البحرينيين، ما القضايا التي تتناولها هذه المحادثات؟ - سأزور البحرين على رأس الوفد الوزاري البريطاني الى الاجتماع الخليجي - الأوروبي الدوري، الذي يعقد في المنامة، ونأمل مناقشة قضايا عدة مع زملائنا في مجلس التعاون، ولكننا سنركز على عملية السلام في الشرق الأوسط، والعراق واحتواء أسلحة الدمار الشامل، ومنطقة التجارة الحرة بين أوروبا ودول المجلس. وهنا لا بد من الاشارة الى ان الخليج منطقة حيوية بالنسبة الينا. ففي المنطقة 64 في المئة من مخزون النفط العالمي، ويعيش فيها اكثر من 68 ألف مواطن بريطاني، ومن هنا تلاحظين ان لدينا مصالح أكيدة في حفظ أمن واستقرار الخليج. وسأنتهز فرصة وجودي بين زملائي الخليجيين للتأكيد لهم اننا ملتزمون حمل العراق على تنفيذ قرارات الاممالمتحدة، الى جانب مساعدة الشعب العراقي في معاناته، وسأتبادل وجهات النظر مع وزراء خارجية دول المجلس، واستمع الى آرائهم في كيفية تضييق فرص استيراد صدام حسين معدات عسكرية وتخفيف القيود على استيراد المواد الانسانية. وسأضيف صوت بريطانيا الى الأصوات التي تدعو الى وقف موجات العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، ونحن نكرر دوماً انه على جميع الفرقاء التزام الاتفاقات المعقودة ومقررات الاممالمتحدة التي نعتبرها الأساس الوحيد للسلام. وماذا عن زيارتك للبحرين؟ - أتطلع الى هذه الزيارة وهي الأولى للبحرين، والى لقاء كبار المسؤولين فيها، وعلاقاتنا مع البحرين ممتازة، وزادت نسبة تجارتنا في العام الماضي 6 في المئة، كما نرحب بالاصلاحات التي يقودها الأمير الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة. لا بد ان نظراءك الخليجيين سيسألون عن الدور الحقيقي والفعال الذي تريد أوروبا ان تلعبه في منطقة الشرق الأوسط، وأعني بذلك كيف يمكنكم تفعيل هذا الدور، بعيداً عن البيانات المنمقة واتصالات التهدئة والاستنكار الهاتفية؟ - نعم، هناك رغبة حقيقية لدى جميع أصدقاء العرب في تفعيل دور أوروبا في عملية السلام للوصول الى حل سلمي، غير ان قدرتنا على فعل ذلك تعتمد على رغبة جميع الفرقاء في ضبط النفس والاستجابة الى النداءات التي تطلقها أوروبا، خصوصاً بريطانيا، وكسر طوق العنف. والواقع ان الجهود القادمة من خارج المنطقة لن تكون فاعلة إلا بقدر ما يسمح لها الفرقاء ان تكون، واعتقد ان عدداً من الوسطاء في هذا النزاع سيكونون حذرين للغاية الا اذا صدرت اشارات من جميع الفرقاء الى أنهم مستعدون لإنهاء العنف وبدء الحوار. هناك شعور سائد في منطقة الشرق الأوسط بأن أوروبا لا تريد ان تلعب دوراً في عملية السلام. فهل ستغيرون طريقتكم في التعامل مع هذه القضية؟ - الحقيقة ان قدرة أوروبا لا تقارن بقدرة الولاياتالمتحدة، على التأثير في الاحداث في الشرق الأوسط، خصوصاً ان الاتحاد الأوروبي يمثل وجهات نظر مختلفة لدول عدة، وليس مثل الولاياتالمتحدة، ومن الصعب ان يتحدث الاتحاد بصوت واحد. ولكن لبريطانيا دور عريق في المنطقة، فهل ترغب أو تستطيع لعب دور مميز داخل الاتحاد الأوروبي أو منفردة من اجل دفع عملية السلام؟ - لا اعتقد. وعلى بريطانيا ان تدعم الموقف الأوروبي، فنحن لا نستطيع القول ان على الاتحاد بذل المزيد من الجهود وننفرد بدورنا في الوقت نفسه. تقول انكم راغبون في تشديد القيود على العراق للحد من قدرته على استيراد المعدات العسكرية والأسلحة، وفي الوقت نفسه تخفيف القيود على استيراد المواد الإنسانية، فهل يعني هذا نهاية العقوبات كما نعرفها؟ وكيف يتوافق هذا مع إصراركم على تنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة؟ سنحاول جعل مراقبتنا لمنع صدام حسين من إعادة بناء ترسانته من أسلحة الدمار، فعّالة ومركزة أكثر، ولكن أهدافنا في العراق تبقى نفسها من دون تغيير: منع صدام حسين من تطوير أسلحته، ونريد تضييق جميع فرص حصوله على مثل هذه الأسلحة. ومن أجل ذلك نريد الدعم المطلق من المنطقة، والواقع أن الجميع يدعم هذا الهدف. والواقع أن التطورات التي حصلت في القمة العربية تدعم ذلك، فحتى الدول التي كانت تميل إلى إظهار الليونة مع العراق صدمت لما أظهره النظام العراقي من رفض لضمان وحدة الكويت وأمنه. كيف تنظر الى ضرب المعارضة الإيرانية داخل العراق؟ - هذا يظهر من جديد قدرة العراق على خلق أجواء القلق والتوتر، وهو إنذار للمنطقة بأكملها. كيف تنظر بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى التقارب الإيراني الخليجي، وكنتم قد رحبتم به في اجتماعكم السابق العام الماضي. وهل انتهى خطر طهران؟ - اننا مستعدون دوماً لملاحظة التقدم عندما يحصل، وهناك بعض التطورات المشجعة في إيران، ولكننا لا نزال قلقين من بعض عناصر السياسة الإيرانية، وسنبقى نراقب الوضع عن كثب. وكيف هي علاقتكم اليوم مع إيران؟ وهل سيزور وزير الخارجية روبن كوك طهران قريباً؟ - أعتقد أن هناك تحسناً في العلاقات.