اختتمت قبل أيام أول تظاهرة سينمائية اماراتية أقيمت على مدى ثلاثة أيام تحت عنوان "أفلام من الامارات"، وشاركت فيها مجموعة من السينمائيين والأكاديميين والهواة، في اطار معرض أبو ظبي الدولي الحادي عشر للكتاب. ورأى مدير وحدة الانتاج السمعي - البصري في المجمع الثقافي المشرف على العروض مسعود أمر الله أن تجربة عرض أفلام من الامارات "لا تدَّعي انها تؤسس لمهرجان سينما، أو تفرص مسلمات فعلية لوجود سينما لدينا. هي محاولة فقط لاختراق كتلة البلادة والجمود التي تحيط بمشروع ثقافي مهم أُهمل - ولا يزال - قصداً، أو بغير قصد". واعتبر ان السينما تُقهر وتُذل وتُهان في دول العالم كافة، لكنها أيضاً تُربك وتُعرَّي، وتفضح في الوقت نفسه، وتستلهم نارها وحرقتها من وقودها الفطري والأزلي. وأضاف أن "أفلام من الامارات" ليست غواية عنوان جذَّاب وأنيق، بل غواية لتحريض وفعل. تجارب مختلفة على الفيديو - وسيلة قتل رحيم للسينما. لكنها في النهاية حيوات يتنفَّس الانسان - السينمائي من رئتها الساخطة. يهضمها بغصَّة، لكنها تصل الى الآخر بيسر وتقول شيئاً، أياً يكن هذا الرئيس. عرض في التظاهرة التي نظمها المجمَّع الثقافي في أبو ظبي 58 فيلماً متنوعاً، بين روائي طويل وقصير 19 فيلماً ووثائقي 23 وتجريبي 6 واعلاني 9. وتفاوت طول الافلام المعروضة ما بين 30 ثانية "لوِّن حياتك"، إخراج: ليلى المرزوقي و86 دقيقة "مكان في القلب"، اخراج محمد نجيب، أنتجت بين الأعوام 1989 و 2001. عنصر نسائي وبرز في هذه التظاهرة العنصر النسائي الذي شارك في اخراج 20 فيلماً، بينما انحصرت المشاركة الرجالية في 24 فيلماً، وجاءت 4 أعمال من انتاج جماعي. فيلم الافتتاح كان "مكان في القلب" لمحمد نجيب، عرضت بعده في اليوم الأول عشرة أعمال: "ما بين ضفتين" و"أيس كريم" و"الحديقة" لنجوم الغانم، و"الحضارات العظيمة" و"صدى الأيام: الرقصات والأهازيج الشعبية في الامارات" و"قلب جبال الامارات" و"ويلفريد ثيسجر" لمَها قرقاش، و"الجار" لجاسم بودبس، و"الرمرام" لمسعود أمر الله عبدالحميد، و"رجل يدخل حانة" لكارمن إيلي. وفي اليوم الثاني، الذي قسم فترتين: صباحية خصصت للنساء فقط، ومسائية للجميع، عرضت صباحاً؟ فيلماً في اطار "مهرجان وردة الصحراء الثاني" الذي تنظمه كلية أبو ظبي للطالبات: "المجمع الثقافي" و"الهجرة اليمنية" و"ودَّعتها" لهويدا الكثيري، و"الخبرة في الحياة" و"الليوة" لهند محمد، و"لوِّن حياتك" لليلى المرزوقي، و"المنظف" لمنى خميس، و"القناع الذهبي: البرقع" لسوزان الخالدي، و"عيون عربية" لفاطمة الرميثي، و"الشلة" لسعيدة العامري، و"غريم الشوق: عبدالله الرميثي" لشمَّا الرميثي، و"يستمر النضال" لسلوى السويدي. و"في البال دائماً" لعليا الخوري، و"أياء عُمانية" و"حياة قطة" لعائشة الهاملي، و"مصنع شوكولا" لسارة الشكر، و"الزوجة أو السيارة؟" لرحاب الكثيري، و"شَعْرُ اليوم يذهب غداً" لسلامة آل حامد، و"سابني" لسمية السويدي، و"أزرق" لعزة السويدي. "نحن هنا" في المساء، عرض 29 فيلماً، هي - اضافة الى "المجمع الثقافي" و"المنظف" و"غريم الشوق" و"الليوة" و"الشلَّة" و"ويستمر النضال" و"حياة قطة" و"الزوجة أو السيارة؟" و"شعر اليوم.." -: "زواج الألفية" لفاطمة الزعابي، و"العيد الوطني" و"يوم في حياة مذيع" لهند محمد، و"وردة الصحراء" لشمَّا الرميثي، و"دكتور مارتين" لعائشة الهاملي، و"تكنولوجيا الاتصال" جماعي، و"عادي دوت كوم" لسعيد الهاجري، و"رسالة في الجحيم" لهاني الشيباني، و"المواجهة لنوَّاف الجناحي، و"مهاجرون في أوطانهم" لأمين الفرجاني، و"عبق العود" لصباح الكسيري، و"تعليم بلا حدود" و"فَخُور بتراثي" و"دردشة إلكترونية" لعلي الحمَّادي، و"إعلان: أدنوك" لمحمد نجم القبيسي، و"الطين الأخير" لجاسم جبر، و"بين الأمس واليوم" و"كلية أبو ظبي للطلاب" و"تكنولوجيا الاتصال تمثلنا" جماعي. ... "عابر سبيل" لعلي العبدول كان فيلم الختام، وقد عرض في اليوم الثالث بعد "ذات مساء" لبرهان شاوي "والكيرم" لعبد الله جنكان، و"الظل" و"الطائر الأخير" ليوسف ابراهيم، و"عيد ميلاد... خاتم... وأشياء أخرى" و"دوران" لهاني الشيباني. وأياً يكن أمر هذا "المهرجان"، فإن العروض جاءت مشجعة، لتشكل بداية مهمة لا تفيد القسوة في الحكم عليها. واختصر مسعود أمر الله المحاولة بالقول إنها تجارب محترفين وهواة وطلاب. تجتمع لتؤثر، لا لتُعرض لنَفَر وكفى. تُعرض لتنبه، لتلفت أنظاراً، لا لتصبح مادة أو سلعة إعلانية. تعرض لتقول بصرحة تامة: نحن لم نمتُ. وإن كانت هذه التجارب، في بعضها، مشوشاً أو مضطرباً تقنياً وبصرياً أو صوتياً، فهي جاءت لتقول ذلك علانية: نعم انها كذلك، فقيرة وبائسة. وإذ يتبنَّى المجمع الثقافي هذا المبدأ، فهو للغرض نفسه، لنقول معهم أيضاً: نحن هنا.