نُظم "ويندوز"، Windows، من "مايكروسوفت"، أشهر من أن تعرّف. فهي، حتّى الآن، الأكثر استخداماً في المؤسسات والمنازل والمدارس والشبكات المحصورة والإنترنت والتسلية، وكذلك في الصناعة. وإضافة إلى سهولة الاستعمال والتوافق التام بين تطبيقاتها، تتمتّع هذه النُظم بمزايا وأدوات عدّة، يكاد بعضها يكون خفياً أو صعباً بعض الشيء على مستخدم عادي، وأهمّها تطبيق "أكسس" الذي يُعدّ بيئة برمجة متكاملة، وأداة "فيجوال بيسك للتطبيقات"، VBA. وهذه الأداة متوافرة في تطبيقات "ويندوز" كافة، تتيح إعداد منظومات تلبّي حاجات محدّدة، أو تفصيل توليفات تجمع مكوّنات من تطبيقات جاهزة مختلفة في بيئة عمل موحّدة، تتماشى مع أسلوب عمل المستخدم وتلبّي حاجات محدّدة. وعلى سبيل المثال، تطبيق "أوتلوك" وما يمكن تحميله من أجزاء تطبيقات أخرى، تنطلق تلقائياً عند الضرورة، أو بالضغط على أيقونة ترمز إليها، وتكون ظاهرة في شريط الأدوات لشاشة التطبيق المذكور. وعلى صعيد الشبكات، يُعدّ "ويندوز أن تي" من أبرز بيئات الخدمة والتلقيم اليسيرة في الإنترنت وفي الشبكات المحصورة بالمؤسسات. ويمكن القول إن "ويندوز"، عموماً، نظام تشغيل، مغلق وخصوصي إلى حدّ ما، وغير منفصل تماماً عن تطبيقاته "الأصيلة" وتلك المفصّلة له تحديداً، وكذلك، بيئة عمل تنعم بالاستقرار، وموجّهة في كثير من نواحيها إلى المتخصّصين. وهذا ما يجعل سعر النظام مرتفعاً. ثم جاء "لينُكس"، Linux: نظام شبيه بنظام "يونيكس"، صمّم لتزويد مستخدم الكومبيوتر بنظام تشغيل مجاني أو زهيد الثمن إذا ما اقترن ببعض التطبيقات مقارنة بالنُظم الأخرى. ويشتهر بفاعليته واستقراره وأدائه السريع. طوّره لينُكس تورفالد من جامعة هلسينكي في فنلندا، أولاً للكومبيوترات الشخصية المنزلية، ثم صار يعمل في منصات مختلفة ماكنتوش، أميغا، أتاري، صنْ...، وكذلك في الشبكات والإنترنت. ويصلح لتشغيل كل أنواع التطبيقات: محاسبة، معالجة نصوص وورد برفكت، مثلاً، تصفّح إنترنت "نتسكايب"، مثلاً، ألعاب... وإلى ما هنالك. لكنّه، كنظام، لا يزال، حتّى الآن، موجّهاً الى المبرمجين المحترفين، لأنه لا يتمتّع بمزايا وأدوات كثيرة للمستخدمين العاديين. وعلى عكس "ويندوز" والنُظم الخصوصية المغلقة الأخرى، فهو مفتوح المصدر، يمكن تطويره وتوسيعه. ومن هنا تعدُّد توزيعاته، distributions، من أمثال "ريد هات"، "كوريل"، "ماندريك"، وغيرها. ويأتي مع عدد كبير من لغات البرمجة، المجانية هي الأخرى، منها: "سي"""، "باسكال"، "بيسك". وكل هذا يؤدّي إلى إنتاج تطبيقات متنوّعة أو محدّدة الأغراض، و... قليلة الكلفة. ثمة من يقول إن "لينُكس" جاء ليحدّ من سيطرة "ويندوز". ومع أنه يلقى رواجاً عند المستخدمين، وبخاصة المعتادين على نظام "يونيكس"، فهو يبقى بعيداً جداً من "ويندوز"، لناحية عدد المستخدمين، مع الإشارة إلى تفضيل هؤلاء البرامج والنُظم الجاهزة للعمل، والتي لا يتطلّب تشغيلها معرفة تقنية كبيرة. وعلى رغم الاختلاف الشديد في المقاربة والتوجّه بينهما، يتعايش النظامان في كومبيوتر واحد، ويتقاسمان مساحة القرص الصلب، لكن انطلاق كل منهما يكون في شكل منفصل، وفقاً لطريقة "الإقلاع المزدوج" التي تتيح للمستخدم، عند بدء تشغيل الجهاز، أن يختار دخول واحد منهما. ومن الناحية النظرية، يستطيع "لينُكس" أن يتعايش مع نُظم تشغيل عدّة في آن. إلا أن هذا التعايش "السلمي" لا يحميهما من فيروس يُعرف باسم "وينُكس"، W32.Winux، والذي يعتبره مكتشفوه سابقة تدعو للريبة والحذر. فهو ينتشر عبر إصابة البرامج التنفيذية، .exe، التي تعمل تحت نُظم "ويندوز" كافة أو تلك التي تعمل تحت أنواع "لينُكس" المختلفة. وينطلق الفيروس بمجرّد تشغيل أحد البرامج المصابة أو ملحق لرسالة إلكترونية. ثم يبحث تلقائياً عن كل تطبيقات النظامين المذكورين، التي تقع في جواره، والتي لا يقل وزنها عن 100 كيلوبايت، ثم يشرع في عملية التخريب. والغريب في الأمر، أن "وينُكس" كُتب بلغة الآلة، القديمة العهد والمعروفة باسم "لغة التجميع"، assembly language. وهذا ما يمكّنه من إصابة برامج نظامي التشغيل معاً. إلاّ أن عدواه بطيئة. ويبدو أنه لا يضرب إلاّ الكومبيوترات التي تحوي معالجات بنتيوم. [email protected]