عمّان - "الحياة" - ظل "نصب الحرية" للنحات والرسام جواد سليم الذي منح الفن التشكيلي الحديث في العراق ملامح اصيلة معلماً بارزاً من معالم العاصمة بغداد. ومن رموز هذا العمل الفني الضخم والأخاذ ومن مكانه جاء العرض المسرحي "ليلة غاب العراق" ضمن "مهرجان المسرح العراقي الخامس" الذي انتهى قبل ايام. الشاعرة وداد الجوراني كتبت النص وأخرجه احمد حسن موسى في محاولة لكشف لحظة فارقة في التاريخ العراقي المعاصر حين بدت بغداد هدفاً مشاعاً لغارات الطائرات وقذائف الصواريخ في السابع عشر من كانون الثاني يناير 1991، من خلال استحضار جواد سليم ورموز عمله اللافت "نصب الحرية". المؤلفة والمخرج انزلا الرموز التي تحكي تطلع العراقيين الى حريتهم كان جواد سليم نفذه اوائل ستينات القرن الماضي وجعلوها تحيا وقائع الحرب والحصار. الممثل سوران علي جسد دور الفنان جواد سليم وعن دوره يقول: "انا في المسرحية استحضر احتراق النصب وأبدأ في البحث عن رموزه وألتقي بها واحداً تلو الآخر محاولاً ان اعيدهم الى النصب". فيما الممثلة آلاء حسين تجسد "الفتاة حاملة المشعل" في النصب وتقول عن دورها: "منحنا الفتاة حاملة المشعل معنى واقعياً فجعلناها ممرضة تعمل ليلة القصف التي يقتل فيها ولدها وزوجها وعلى أثر ذلك تترك العمل وتنزل للسوق تبيع الخبز مع والدتها التي اسر زوجها في معركة القادسية الحرب العراقية الايرانية". الممثل المعروف عزيز خيون لعب دور الأب الأسير الذي يقول عنه انه "دور فيه الكثير من الوجع ويفجر الطاقة". الى ذلك كانت عرضت في "مهرجان المسرح العراقي الخامس" مسرحيات "ما تبقى من طروادة" التي كتبها فاروق محمد وأخرجها جواد الحسب و"العلبة الحجرية" التي كتبها وأخرجها فتحي زين العابدين و"البريد الجوي" التي كتبها الراحل معاذ يوسف وأخرجها عادل طاهر و"الاغتصاب" نص الراحل عبدالله ونوس وأخرجها جبار خماط فيما اعاد المخرج سامي عبدالحميد عرض مسرحية "جلجامش" التي كانت اخرجها اول مرة قبل اكثر من عشرين عاماً. وعلى هامش المهرجان اقيمت "جلسات نقدية" عن العروض المسرحية اضافة الى تقديم بحوث شملت هموم المسرح العراقي وقضاياه كما في بحث رياض موسى سكران الذي ناقش "مقولات الرئىس صدام حسين وأحاديثه عن المسرح والفن" وبحث الممثل والمخرج عزيز عبد الصاحب "المسرح والجمهور" وبحث د. فؤاد الصالحي "النص المسرحي والتطلعات المستقبلية" وبحث المخرج والممثل د. حسين علي هارف "اسباب انحسار الجمهور عن العروض المسرحية الجادة" وبحث الناقد د. باسم الأعسم "اثر النقد في تقويم الحركة المسرحية" وبحث جبار خماط "الممثل والحرفة بين الموهبة والدراسة الاكاديمية".