مع اطلالة فصل الربيع، قاد رائد الفضاء العربي الأول الأمير سلطان بن سلمان رحلة إلى عالم الفضاء والطيران. كانت "قاعدة الانطلاق" مدارس الملك فيصل في العاصمة السعودية. وحمل "المكوك الفضائي" طاقماً افتراضياً مكوناً من جميع المنتسبين الى المدارس، طلاباً ومعلمين وأولياء أمور طلاب وشخصيات مجتمع . وتأتي هذه الرحلة المجازية ضمن "يوم الفضاء والطيران" الذي نظمته مدارس الملك فيصل، بهدف تثقيف الطلاب وتعريفهم بالانجازات العلمية والشخصيات القيادية في مجال الطيران والفضاء. ومع أوبريت "الكون والانسان"، بدأ العد التنازلي لانطلاق الرحلة، من خلال عرض سينمائي سافر بالحضور قرابة الساعة في دهاليز تاريخ الفضاء والطيران وإرهاصات الانسان الحالم بالطيران. تألفت الاوبريت من مشاهد تمثيلية ووصلات غنائية، عرضت تطور فكرة الطيران من حلم إلى واقع، ومحاولات الانسان الحثيثة للتحليق في الهواء، إلى جانب عرض تاريخ التطورات التقنية والخيال العلمي. وانتقلت الاوبريت إلى رحلة الفضاء التي أقلّت الامير سلطان، مستعرضاً الانجاز وحيثياته واحداثه. واختتمت بدعوة صادقة نابعة من عواطف الطلاب وأمانيهم، الى المحافظة على كوكب الأرض من عبث الانسان به، ووقف الاتجاه إلى تدمير الثروات الطبيعية والكائنات الحية التي تعيش معه عليه. وحول استعراض رائد الفضاء العربي الأول ذكريات الرحلة الشهيرة "ديسكفري 51 - جي"، بمصاحبة عرض سينمائي مميز، قاعة الاحتفال مقصورة قيادة للمكوك الفضائي "ديسكفري". وعادت أعين تقويم الانجازات العربية إلى السابع عشر من حزيران يونيو 1985، وشرح رائد الفضاء السعودي، بتفصيل مشوق، تلك الرحلة من الانطلاق إلى الهبوط، مروراً بطريقة النوم داخل المكوك الفضائي والحركة والأكل والصلاة، والتجارب العلمية التي انجزت لحساب شركة الاتصالات وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن السعودية وغيرها. الأرض في عين رائد الفضاء وانتقل الامير سلطان إلى وصف مشاهدته كوكب الأرض من الخارج، والجمال الذي لا يضاهيه أي مشهد، خصوصاً حين لمح بلده، وكذلك منظر الشروق والغروب الذي تكرر 16 مرة، كل يوم من أيام الرحلة، في شكل خلاب. وتطرق إلى السرعة العالية التي سارت بها المركبة، وقاربت 18.7 ألف ميل في الساعة. وأسهب في الحديث عن حمله المصحف الشريف واتمام تلاوته، وتدبره آيات الكون المتجلية أمامه وحوله في ذاك الفضاء الوسيع، وغيرها من التفاصيل الجميلة والذكريات الممتعة، التي أوهمت كل من حضر أنه كان فعلاً ضمن طاقم الرحلة وسافر إلى الفضاء الخارجي. وبعدما هبط قائد الرحلة بالحضور إلى سطح الارض، توقف رائد الفضاء للرد على اسئلة الطلاب العفوية. بعدها تجوّل الأمير سلطان في أرجاء المعرض المصاحب ليوم الفضاء والطيران.