التلامذة اللبنانيون الذين يخوضون امتحانات تجريبية هذه الأيام تنظمها وزارة التربية لتدارك اي خطأ محتمل في الامتحانات الرسمية المقررة نهاية العام الدراسي، في ضوء المناهج الجديدة المعتمدة، فاجأوا أهاليهم بحديثهم عن سهولة الاسئلة وحسن اجابتهم عنها. وتبين خلال الساعات ال48 الماضية ان اسئلة المسابقات التي وضعتها دائرة الامتحانات في الوزارة وسلمتها بسرية تامة الى ادارات المدارس، الاربعاء الماضي، سربت الى الشارع، وبيع السؤال منها بخمسة آلاف ليرة، حداً اقصى، في حين يمكن الحصول عليها مجاناً عبر الانترنت. "الفضيحة التربوية" وهي الأولى من نوعها في لبنان على صعيد الامتحانات الرسمية حتى في اصعب سنوات المحنة، احرجت وزارة التربية بعدما كان المعنيون يشيدون بانضباطية الامتحانات التجريبية وجديتها. وقررت الوزارة الا تحتسب علامات هذه الامتحانات، كعلامة نصف السنة في المدارس الرسمية، وان تعمد الأخيرة الى اجراء امتحانات جديدة. ورأى وزير التربية عبدالرحيم مراد ان "لا جدوى من فتح تحقيق لمعرفة من كان وراء تسريب الاسئلة، إذ لا امكان لتحديد الجهة المسؤولة، لأن التسريب كان متاحاً للجميع". وبيعت الاسئلة في مكتبات مدرسية، ونشطت المحال التي لديها آلات نسخ في اجتذاب عشرات التلامذة، في حين انشغلت وزارة التربية بتلقي الشكاوى الهاتفية من اهل ومعلمين اكتشفوا الفضيحة وأرادوا التعبير عن استيائهم مما يحصل. "الحياة" سألت رئيس دائرة الامتحانات حسان ملك عن هذه الفضيحة، فقال: "إن هدف الامتحان التجريبي ان يفيد الطالب والاستاذ ليستعدا كفاية للامتحانات الرسمية المقبلة، وإذا كان البعض لم يعرف كيف يستثمر هذه الفرصة لمصلحة الطلاب فهذا شأنه، علماً ان هذه الامتحانات تدخل نتائجها في العلامات الفصلية ضمن المدارس". ولما كانت وزارة التربية ماضية في الامتحانات التجريبية من دون تغيير الأسئلة في اللحظة الأخيرة، فإن حال الاستنساخ لما سرب ناشطة في كل لبنان. وعبر تلامذة احدى المدارس الرسمية في النبطية عن سخطهم على التسريب بحجة انهم يعرفون الاسئلة مسبقاً، وسلموا اوراقهم بيضاً مذيلة بعبارات: "درسنا جيداً ويمكننا الاجابة عن الاسئلة، ولكن حفاظاً على كرامتنا لن نكتب ولن نخدع انفسنا"، و"لن نشارك في مهزلة تسيء الى النظام التربوي، وبعدما بيعت المسابقة ب1500 ليرة دولار واحد وعرف الجميع اسئلة الامتحان فلا داعي"، و"كم سعر كيلو المسابقات؟ اعملوا مزاداً علنياً"، و"لا نريد ان نكتب ما دام هناك ظلم". ومن المفارقات ان تلميذة حصلت على أسئلة احدى المواد باللغة الفرنسية وانكبت على ترجمتها لأنها انكليزية الثقافة، فيما اتصلت والدة تلميذة أخرى بمسؤول تربوي تشكو له ان ابنتها تبكي لأنها أي الأم ضبطت معها الاسئلة المسربة ومزقتها. وراحت تسأل: هل تصرفت "دغري" في بلد "أعوج"؟