نفى مسؤولون فلسطينيون امس صحة ما اعلنته اسرائيل بشأن اجراءات لتخفيف الحصار العسكري المشدد الذي تفرضه على المدن والقرى الفلسطينية وسكانها، مشيرين الى ان اعلان تخفيف الحصار جاء لتضليل الرأي العام عشية سفر رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى واشنطن بعد غد الاحد للقاء الرئيس جورج بوش. واعلن شارون امس انه سيقول للرئيس الاميركي جورج بوش ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات "يشكل خطراً على أمن الشرق الاوسط". راجع ص 3 وقال وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي عمدت الى "اجراءات تخفيف شكلية بالقرب من الحواجز التي تغطيها وسائل الاعلام الاجنبية"، مشيراً الى استمرار عزل القرى البعيدة عن الانظار ومنع الجنود الاسرائيليين المتمترسين على الحواجز للمواطنين من المرور. وأكد عبد ربه ان الاعلان الاسرائيلي جاء في اطار "الدعاية الاعلامية التضليلية التي تنتهجها حكومة شارون قبل توجهه الى واشنطن". وقال ان رفع الحصار يعني ازالة الدبابات والحواجز وكل المظاهر التي أُقيمت قبل الثامن والعشرين من شهر ايلول سبتمبر الماضي. من جهة اخرى، عقد وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اجتماعاً مفاجئاً مع اعضاء مجلس الامن في نيويورك اول من امس طالبهم فيه بعدم الموافقة على طلب الفلسطينيين ارسال قوة مراقبة الى الاراضي الفلسطينية. وقال بيريز لاعضاء مجلس الامن مشيراً الى الفلسطينيين: "انهم لا يحتاجون الى قوة حماية. في اللحظة التي سيوقفون فيها اطلاق الرصاص لن تكون هناك حاجة الى اي حماية. اسرائيل لم تكن قط البادئة بأي عمل للعنف لكنها ترد عليه فقط". الى ذلك، اطلقت القوات الاسرائيلية امس قنبلة ارتجاجية على مدرسة في الخليل ادت الى اصابة ثمانية تلاميذ بجروح وحروق. كما اكمل الجنود احاطة السوق التجارية في المدينة بالاسلاك الشائكة ومنعوا موظفي دائرة الاوقاف الاسلامية في الخليل من دخول مبنى الدائرة الواقع قرب المستوطنة اليهودية في قلب المدينة. وشيع الفلسطينيون امس جنازة فتى فلسطيني في الخامسة عشرة من عمره قتله الجنود الاسرائيليون في قلقيلية اول من امس.