} بحث مجلس الوزراء البريطاني في اجتماع طارئ دعا اليه امس رئيس الحكومة توني بلير، في الوسائل الكفيلة بوضع حد لانتشار مرض "الحمى القلاعية" في بريطانيا، في الوقت الذي درس الخبراء الاوروبيون اتخاذ اجراءات أوسع لمنع انتقال المرض الى اوروبا. لندن - الحياة"، أ ب، أ ف ب، رويترز - شارك وزراء المال والخارجية والرياضة في اجتماع طارئ عقدته الحكومة البريطانية للنظر في اتخاذ اجراءات جديدة تضمن احتواء مرض "الحمى القلاعية" الذي يهدد بالقضاء على قطاع تربية المواشي الذي يعاني اصلاً من انعكاسات ازمة "جنون البقر". وبحث الاجتماع ايضاً في التعويضات التي يمكن تقديمها لأصحاب المزارع المتضررة. وتلاشت الآمال في بريطانيا امس في قرب انتهاء الازمة، ما دفع عدداً من السياسيين الى مطالبة بلير بتأجيل الانتخابات العامة التي يُعتقد انه كان سيدعو اليها في نيسان ابريل او ايار مايو. وقد انتشر المرض الذي لا ينتقل الى الانسان، وتشمل اعراضه ظهور بثور في أفواه وأقدام الحيوانات، في 12 مزرعة لتربية الماشية حتى الآن. ولا تزال السلطات تواصل حرق جثث الحيوانات من ابقار وأغنام وخنازير التي يشتبه بأنها مصابة. وقالت بريطانيا امس ان محطة جديدة للطاقة لم يكتمل بناؤها بعد في فاولي على الساحل الجنوبي لانكلترا، ستستخدم لحرق بقايا الحيوانات من اجل توليد الكهرباء. و تعيش بريطانيا هذه الايام هاجس التصدي للغبار الذي يكفي لنشر "الحمى القلاعية"، بدءاً من مزارعها الى شوارع لندن ومن المدارس الى حلبات السباق. وتبدأ مكافحة هذا الفيروس الذي يهدد بالقضاء على قطعان الماشية البريطانية، بإقامة سور من قش مشبع بسائل مطهر على كل من ابواب المزارع في البلاد. وشكل الامير تشارلز قدوة بالتأكد من خلو مزرعته النموذجية في هايغروف غرب من الوباء. لكن مع استمرار انتشار المرض اضطرت السلطات امس لاتخاذ اجراءات جديدة واقامة سواتر اخرى. الرياضة وشملت الاجراءات الغاء سباق للخيول كان مقرراً امس في نيوكاسل شمال انكلترا لان هذه الحيوانات يمكن ان تنقل المرض. واعلن اتحاد رياضات الفروسية في ختام اجتماع عاجل ان سباقات ونشاطات اخرى يمكن ان تلغى ايضاً. كما ان بطولة الامم الست للركبي ليست مستثناة. واعلن الاتحاد الارلندي للركبي انه يراقب الوضع قبل المباراة بين ويلز وارلندا في كارديف، بعدما أثار قلقه احتمال عودة مشجعين ارلنديين من ملعب الألفية وهم يحملون الفيروس. الحدائق والمحميات وتم إغلاق ثلاث من الحدائق الملكية في لندن بينها حديقة "ريتشموند بارك" الشهيرة غرب العاصمة منذ منتصف ليل الاحد لحماية اصناف من الغزلان قد يهددها المرض. واعلن عدد من حدائق الحيوانات بينها تلك الواقعة في شيستر، عدم استعداده لاستقبال زائرين. اما حديقة ووبورن جنوب فيمكن ان تتخذ الاجراء نفسه لحماية الزرافات المعرضة للفيروس. ودُعي هواة النزهات في الطبيعة ايضاً الى البقاء في بيوتهم. اضافة الى كل ذلك، علقت الدراسة في عدد من المدارس الواقعة في مناطق زراعية ينتشر فيها المرض لان بعض الاطفال والمدرسين يقيمون في مزارع. ولم يسلم الجيش من الازمة، حيث اضطر لالغاء مناورات واسعة كان من المقرر اجراؤها بدءاً من 1 آذار مارس في شمال انكلترا. على الصعيد الاوروبي، اتخذ عدد من الدول في القارة اجراءات صارمة لمكافحة "الحمى القلاعية" منذ الاعلان عن ظهور الوباء في بريطانيا. ووعدت الحكومة البريطانية شركاءها الاوروبيين التزام اكبر قدر من الشفافية حول هذا المرض. وفي الدول الاخرى الاعضاء في الاتحاد الاوروبي، حيث فرض حظر على استيراد اللحوم والحيوانات الحية ومشتقات الحليب البريطانية منذ الاربعاء، لم تسجل اي اصابة ب"الحمى القلاعية" حتى مساء اول من امس. وفي فرنسا، كلفت السلطات البيطرية احصاء المزارع التي تلقت من بريطانيا في الايام الثلاثين الاخيرة "حيوانات من الاصناف الحساسة" ل"الحمى القلاعية" وتبين انه تم استيراد 47 الفاً من الخراف. وعمليا، تم ذبح هذه الكمية بأكملها لكن لم تحدد حتى الآن كل مراكز الذبح.