440 رسالة كتبها تينسي وليامز، معظمها سري أو غير منشور، تضمنها كتاب "رسائل تينسي وليامز المختارة" ونشرته أخيراً دار "نيو دايركشن" في نيويورك، بعد 17 عاماً على رحيل الكاتب الأميركي الكبير. تحول، وحب، وإبداع: هي العناوين التي تلخص هذه الرسائل، ولكنها أيضاً نصوص كتبها وتعكس نظرته الإبداعية. فهو كتب في رسالة الى أودري وود عام 1939: "كما لاحظت، هناك موضوع واحد يلهمني، وهو الأثر المدمر للمجتمع على الأفراد ذوي الحساسية العالية، غير الممتثلين لقوانينه". وفي قراءة متعمقة للرسائل، يبدو وليامز شاعراً وجد إلهامه في الكتابة المسرحية. فأنجح أعماله هي تلك النصوص المسرحية الدرامية التي كتبها بأسلوب يتأرجح بين الشعر والنثر. ولأنه شاعر وقصصي، اعتبر وليامز نفسه "مجرباً"، في عصر وصفه لناشري مجلة "ستوري" قائلاً: "لا يهتم قراء المجلات بهذه الخطوة أي خطوة التجريب... معظم التجارب الأدبية يقوم بها مجهولون شباب مثلي، لا يملكون شيئاً يخسرونه، لا المال، ولا الشهرة، ولا القراء، فيكتبون ما يجدونه جيداً". في الرسائل المختارة، نقرأ بدايات وليامز مع الإدمان خلال رحلة الى أوروبا، وكان له من العمر 17 عاماً، وعلى رغم انه صرح بعد 15 عاماً أنه لا ينوي التحول الى مدمن كما كانت حال معظم كاتبي السيناريو في هوليوود، إلا أن رسائله تكشف ما ينفي هذا التصريح، بل تكشف ارتباطه "الأسطوري" والمتزايد بالكحول والعقاقير. ومن الرسائل المتميزة، تلك التي وجهها الى أودري وود صار مدبر أعماله بعد ان فاز بجائزة "غروب ثيتر"، وجو هازان راقص التقاه في بروفنس تاون عام 1940، وبول بيغلو وهو صديق حميم. إنها رسائل تثير وتقلق من شدة صراحتها، وتظهر كم كان كبيراً التحول الذي عاشه وليامز من خلال اعترافه بمثليته وحياته الحميمية. ويعتبر البعض ان نشر رسائله الى صديقه دونالد وندهام عام 1977، والتي تكشف بالتفصيل هذا الجانب من شخصيته، ثم عدم نشرها في الكتاب الجديد أمر سيئ. وعلى أي حال، تبدو حياة وليامز، وبعد 17 عاماً على رحيله، سلسلة من المحطات والتغيرات، هو المولود عام 1911 في ولاية مسيسيبي الأميركية واسمه الأصلي توماس لانيه وليامز. وكان عاملاً في مزرعة أبقار في بداية شبابه. وعندما تلقى تلغرافاً عن فوزه بجائزة "غروب ثيتر" عام 1939 ومنحة روكفلر كان انتقل الى العمل كبائع أحذية في محل يبعد امتاراً قليلة عن استديوهات شركة "ام بي ام" وهو اعتبر هذا التاريخ بدايته الحقيقية. وكان سبق له ان نشر مسرحية صغيرة. أما الانطلاقة الثانية فكانت عام 1945، مع النجاح الكبير لمسرحيته "معرض الزجاج" في برودواي. وبعد سنتين فاز بجائزة بوليتلز عن مسرحيته "ترامواي اسمه الرغبة". عام 1983 توفي وليامز، وفي سجل إبداعاته أربعون مسرحية، وعدد من الروايات والقصص والأشعار.