رام الله الضفة الغربية - أ ف ب، رويترز - اعلن الفلسطينيون امس عن لقاء اميركي فلسطيني على مستوى عال خلال اسبوع مع تأكيد استعدادهم للتعاطي مع زعيم اليمين الاسرائيلي ارييل شارون اذا انتخب مؤكدين انهم لن يقبلوا اعادة النظر في ما انجز في عملية السلام. لكن احد كبار المسؤولين في حركة "فتح" رأى ان اجراء محادثات مع شارون سيكون عديم الجدوى. وقال الامين العام لمجلس وزراء السلطة الفلسطينية احمد عبد الرحمن خلال مؤتمر صحافي في رام الله في الضفة الغربية امس: "سيتم خلال اسبوع اول لقاء على مستوى عال بين القيادة الفلسطينية والادارة الاميركية"، موضحا ان وفدا فلسطينيا سيتوجه الى الولاياتالمتحدة لهذا الغرض، لكن لم يتقرر من سيترأسه بعد. وكان اول اتصال رسمي اميركي فلسطيني تم في 24 كانون الثاني يناير عندما تلقى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الاميركية كولن باول اكد فيه ان الولاياتالمتحدة ستواصل التزامها بعملية السلام في الشرق الاوسط بصورة "متوازنة". وعشية الانتخابات الاسرائيلية التي ستقرر مع من سيتعين على الفلسطينيين ان يتعاطوا قال عبد الرحمن: "لا نحمل اي عواطف خاصة او كره تجاه اي من المرشحين. نحن على استعداد للتعامل واستئناف المفاوضات مع اي رئيس وزراء قادم". واضاف: "ليس لدينا اي فيتو على اي رئيس وزراء يختاره الشعب الاسرائيلي". وعن موقفه من شارون الاوفر حظا للفوز في ان ينتخب رئيسا للوزراء اليوم والذي اعلن شروطا متشددة للتفاوض وتحقيق السلام مع الفلسطينيين، قال عبد الرحمن: "لا نعلق عليه كمرشح، سننتظر ونحاكمه على ما يقدمه كرئيس وزراء". وقال عبد الرحمن ان "عملية السلام قطعت شوطا بعيدا على طريق السلام الشامل، وما هو مطلوب انجاز قضايا الوضع النهائي وفق قرارات الشرعية الدولية. لن نقبل ان يعاد النظر في ما تم انجازه في عملية السلام"، في اشارة الى ما تم الاتفاق عليه خلال مفاوضات طابا في مصر والتي انتهت من دون الاعلان عن اتفاق. وقال: "هذه العملية تحتاج الى الرعاية الدولية وتحديدا الاميركية ونحن نثمن موقف باول" الذي حث امس الاحد الاسرائيليين والفلسطينيين على تجنب الاعمال الاستفزازية. وقال المسؤول الفلسطيني ان المطلوب من الادارة الاميركية ان "تباشر دورها كراعية لعملية السلام لما لهذا الدور من اثر بالغ على عملية السلام، والاساس الذي نطلبه الالتزام بقرارات الشرعية 242 و338 و194، ومبدأ الارض مقابل السلام". وزاد: "اذا لم تسارع الاطراف الدولية الى تشكيل اطار والية لحماية عملية السلام، ودفعها الى الامام، فان اخطارا كثيرة ستلحق بعملية السلام، والامن والاستقرار في المنطقة". واطلق شارون تصريحات متشددة متعلقة بمشروعه للسلام مع الفلسطينيين مقترحا مرة خطة "على مراحل عدة" ومرة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع التشديد في كل الاحوال على الاحتفاظ بالقدس كلها، كذلك بكامل هضبة الجولان ووادي الاردن، والابقاء على جميع المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ورفض البحث في مسألة عودة اللاجئين الفلسطينيين. ورداعلى سؤال عن موقف الفلسطينيين اذا رفض شارون التعاون معهم ولم يتم احراز تقدم قال عبد الرحمن ان "خيار الفلسطينيين دائما كان المقاومة والانتفاضة" ثم اضاف ان "الانتفاضة ليست موجهة ضد شخص بعينه، ضد شارون او غيره، الانتفاضة ضد الاحتلال وهو ما لن نقبل باستمراره". لكن امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية مروان البرغوثي قال امس ان محادثات السلام ستكون عديمة الجدوى اذا فاز شارون في انتخابات رئاسة الوزراء الاسرائيلية اليوم .واضاف انه لا يعتقد بان الفلسطينيين سيتصلون بشارون او سيتفاوضون معه. وابلغ "رويترز" ان افضل طريقة ان لم تكن الطريقة الوحيدة للتعامل مع شارون هي الانتفاضة والمقاومة. وقال البرغوثي ان لا جدوى من التظاهر بان شارون سيتخلى عن صورته كداعية حرب وسيعمل من أجل السلام.واضاف انه ليست هناك فرصة للتوصل لاي اتفاق مع شارون.. وتكهن البرغوثي بانه اذا انتخب شارون فلن يمكث في منصبه لفترة طويلة. واستطرد قائلا ان الشعب الفلسطيني يتمتع بخبرة طويلة في التعامل مع شارون وان الفلسطينيين سيواصلون الانتفاضة والمقاومة وسيسقط شارون خلال بضعة اشهر. ولا يرى معظم الفلسطينيين فارقا كبيرا بين باراك ومنافسه اليميني شارون. ويتهم الفلسطينيون باراك بعدم تنفيذ اتفاقات مؤقتة سابقة والافراط في استخدام القوة لقمع الاحتجاجات المدنية.