قبل سنوات، وفي جزيرة صغيرة معزولة وسط مياه النيل بدأ العمل، كانت الفكرة الاساسية احياء زراعة نبات البردي في جزء من الجزيرة واقامة مزرعة متخصصة فيه. اليوم خرجت من هذه الارض التي لم يكن احد يعرفها قرية جميلة تعد أحد المزارات السياحية في مصر، هي القرية الفرعونية، التي جمعت فوق بقعها المتاحف وشواهد الحياة اليومية في مصر الفرعونية علاوة على الطبيعة الخلابة. وتشتمل القرية على كل ملامح الحياة المصرية القديمة من زراعة وصناعة وعطور وأغذية في هيئة لوحات يؤديها الشباب الذي يملك الموهبة والخبرة معاً، وهناك متاحف سبعة منها: المتحف الاسلامي المقام على مساحة 400 متر مربع وهو يستهدف ابراز نقاط التميز في التاريخ الاسلامي وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسيء الى الاسلام، من خلال ما يعرض المتحف من تاريخ، يبدأ من العصور الجاهلية وحتى الحديثة، ويحتوي هذا المتحف على 400 قطعة اثرية. وتضم القرية الفرعونية ايضاً متحفاً قبطياً به 300 قطعة اثرية ويمتد على مساحة 400 متر مربع، وتعرض فيه مجسمات توضيحية تاريخية ترجع الى 600 عام من التاريخ القبطي لمصر قبل دخول الإسلام. ويقدم المتحف وصفاً تفصيلياً لحياه الاديرة والفن القبطي. كما تضم القرية متحفاً بطلمياً يعرض مجسمات للاسكندرية كعاصمة ثقافية للعالم القديم على مدى اكثر من ثلاثة قرون من فتح الاسكندر لمصر "سنة 331" قبل الميلاد. وكذلك تضم القرية متحف الفنون والعقائد الفرعونية وهو يعطى صورة حقيقية تفصيلية عن الحياة اليومية للمصريين القدماء، ولا سيما طرق تفكيرهم ومعيشتهم. ولا تقتصر متاحف القرية الفرعونية على المراحل التاريخية بل هناك متحف للطب والتحنيط وآخر للمراكب الفرعونية. وتعرض في كل من هذه المتاحف شواهد عن كيفية تحنيط القدماء لموتاهم وايمانهم بفكرة الموت، ثم البعث والخلود وفكرتي الثواب والعقاب. ومن اطرف ما في هذا المتحف عرض للمواد التي تدخل في التحنيط والمدة التي يستغرقها. بينما يعرض متحف المراكب انواع السفن المتباينة في مصر القديمة المصنوعة من البردي والخشب ومنها ما هو شراعي وما يسير بالمجاديف، والمراكب النيلية والمراكب المستخدمة في النقل والتجارة. وتتيح زيارة القرية الفرعونية رؤية النموذج المطابق الأصل لمقبرة توت عنخ امون، وهي درة القرية كلها. وافتتحت هذه المقبرة عام 1992 وفي القرية تجد نفسك في مقبرة الملك الصغير بكل ما تحتويه من كنوز فنية ومعمارية، وحلي وجواهر مثلما اكتشفها "هوارد كارتر" في عام 1922. ويمكن خلال زيارة القرية ان يستمتع الزائر برحلة نيلية على اليخت "نفرتيتي" الذي يسع 80 راكباً، ويقود الرحلة مرشد سياحي ذو خبرة، ويمكن للسياح المغرمين بسحر اجواء مصر ان يشاهدوا من أعلى ظهره "المكشوف" المواقع على نيل القاهرة والجيزة.