أعاد الجيش الإسرائيلي احتلال بلدة بيت حانون شمال شرقي قطاع غزة أمس حيث قتل أربعة فلسطينيين ودمر ثلاثة منازل على الأقل وأصاب نحو 80 مواطنا، جراح 15 منهم خطرة. وبدأت ثلاث دبابات منذ الساعات الأولى من فجر أمس بالتوغل في البلدة من جهتي الشمال والشرق وسط اطلاق كثيف للنيران والقذائف، ووصلت الى وسط البلدة حيث احتلت مركز الشرطة وعاثت فيه فساداً قبل ان تتقدم وتحتل معظم احياء البلدة التي تحد اسرائيل من جهتي الشمال والشرق. واحتل الجيش اربعة مواقع، هي مقر قيادة الشرطة ومقر قيادة الامن الوطني الكتيبة الامنية الاولى ومقر القوة 17 التابعة لامن الرئاسة ومركز المخابرات العامة، ووضع عليها اعلاما اسرائيلية ونصب الرشاشات الثقيلة فيها كما عززها بالدبابات والمجنزرات، وداهم مقر "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، اضافة الى اعتقال 10 أشخاص ثلاثة منهم من عناصر حركة "حماس". وقال شهود من البلدة الخاضعة لنظام حظر تجول إن قوات الإحتلال دمرت ثلاثة منازل من بينها منزل القيادي البارز في "حركة المقاومة الاسلامية" حماس صلاح شحادة الذي اطلقته سلطات الاحتلال من سجونها قبل اشهر بعد انقضاء مدة محكوميته. واكد مسؤولون في فصائل المقاومة ل"الحياة" ان اشتباكات عنيفة تدور بين المقاومين والمقاتلين والقوات الغازية في المحاور كافة داخل البلدة. واستشهد خلال عملية التوغل أحمد البسيوني 18 عاماً من قوات الامن الفلسطينية، كما استشهد الفتى محمود ابو ظاهر 16 سنة خلال المواجهات، ومحمد احمد 17 عاما، اضافة الى طفل لم تعرف هويته. ووجه وزير الصحة الفلسطيني رياض الزعنون نداء عاجلا لكل المنظمات الانسانية والصحية العالمية لمد يد العون وتقديم مساعدات طبية عاجلة للشعب الفلسطيني خصوصا مع وجود عجز في وحدات الدم والادوية الطبية. من جانبها، اعتبرت السلطة الفلسطينية احتلال بيت حانون تجاوزا لكل الخطوط الحمراء محملة المسؤولية الكاملة للحكومة الاسرائيلية عن تصعيد "عدوانها". وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني لوكالة "فرانس برس" ان احتلال بيت حانون واجزاء من بيت لاهيا "امرا خطيرا جدا وينذر بمزيد من التصعيد والتوتر والعنف في المنطقة". وطالب المجتمع الدولي خصوصا الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والدول المعنية بالسلام بوضع حد للجرائم والمجازر التي ترتكبها القوات الاسرائيلية واحتلال المدن والقرى الفلسطينية قبل فوات الاوان. توغل في رفح في غضون ذلك، توغلت تسع دبابات إسرائيلية في مدينة رفح وقتلت شاباً واغلقت الطريق الذي يربط حي تل السلطان غرب المدينة بوسطها وباقي الأحياء. وما زالت هوية الشهيد الذي ألقى جنود الإحتلال جثته على قارعة الطريق قرب مستوطنة "اسلاو" الواقعة غرب حي تل السلطان، مجهولاً. وقالت مصادر طبية إن الشهيد اصيب بعيار ناري قاتل في الرأس من النوع الثقيل، مشيرين إلى أنه لم يكن يحمل سلاحاً، خلافاً لما ادعت سطات الاحتلال. وكانت الاذاعة الإسرائيلية قالت إن الشهيد حاول التسلل إلى مجمع "غوش قطيف" الاستيطاني جنوب قطاع غزة، الأمر الذي نفته مصادر فلسطينية. وقالت المصادر وشهود إن قوات الاحتلال أطلقت النار في اتجاه الشاب شمال حي تل السلطان المحاصر من الدبابات. وتفيد الأنباء الواردة من رفح أن دبابات الاحتلال عزلت حي تل السلطان عن المدينة والعالم الخارجي بعدما ضمته إلى منطقة المعراجي المحاصرة منذ بداية الانتفاضة والتي تقوم فوق أراضيها مستوطنات وتخضع للسيادة الأمنية الإسرائيلية. وأشارت مصادر في المدينة ل"الحياة" الى ان الدبابات عادت إلى مواقعها في منطقة الشريط الحدودي وتل زعرب القريبين من الحي بعدما أغلقته بأكوام كبيرة من الرمال والحجارة. يذكر ان المدينة محاصرة من جهتي الغرب والشمال بمستوطنات، ومن جهتي الجنوب بالشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر، ومن الجهة الشرقية بخط الهدنة الذي يفصلها عن الخط الأخضر. إلى ذلك، أعادت قوات الاحتلال تقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق معزولة بعدما أغلقت الطرق الرئيسة الواصلة بين شمال القطاع وجنوبه من مفترقي المنطار القريب من مستوطنات غوش قطيف والشهداء والطريق الساحلية جنوب مدينة غزة القريبين من مستوطنة "نتساريم". وقال شهود ل"الحياة" إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية إضافية إلى محاور الطرق الرئيسية وحول المدن والمخيمات في القطاع.