سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير السياحة السوري يتوقع في حديث إلى "الحياة" اجتذاب استثمارات بقيمة 3.6 بليون دولار . قاسم مقداد : سنخفض أجور الطيران والإقامة بنسبة 40 في المئة لمواجهة أحداث 11 أيلول
قال وزير السياحة السوري الدكتور قاسم مقداد إن الحكومة السورية تنوي اتخاذ عدد من الخطوات، بينها خفض أجور الطيران والإقامة في الفنادق بنسبة 40 في المئة لمواجهة الآثار السلبية للانفجارات الإرهابية في نيويورك وواشنطن التي أدت إلى تراجع في عدد السياح القادمين من أوروبا وأميركا بنسبة عشرة في المئة، في وقت شهدت أعداد السياح العرب ارتفاعاً بنسبة 5.9 في المئة. وأقر الدكتور مقداد في حديث إلى "الحياة" بوجود "تقصير كبير" لدى الحكومة في التعريف بالمنتج السياحي السوري في الخارج وازالة الصورة القائمة عن سورية ك"بلد إرهابي". لكنه أشار إلى وجود مشروع لإقامة هيئة عامة للترويج السياحي تتولى طبع منشورات سياحية ودعوة إعلاميين أجانب ل"التعرف على الواقع بأنفسهم". وأوضح انه ازال الكثير من العقبات التي عرقلت تنفيذ 53 مشروعاً سياحياً وفندقاً ورخص 110 مشاريع منذ تسلمه حقيبة السياحة في آذار مارس العام الماضي، متوقعاً جذب استثمارات بقيمة 3.6 بليون دولار. وهنا نص الحديث: كيف تأثرت السياحة الوافدة بأحداث 11 أيلول سبتمبر؟ - سورية ليست جزيرة منعزلة عن العالم، وبالتالي نحن نتأثر بالأحداث سلباً وايجاباً. وسورية من البلدان التي تأثرت عملياً بأحداث أيلول، كما اظهر انخفاض عدد القادمين إلى سورية من أوروبا الغربية ومن أوروبا الشرقية. لذا تقدمنا بمذكرة الى "المجلس الأعلى للسياحة" تضمنت 16 اقتراحاً لمواجهة ذلك آخذين في الاعتبار اقتراحات وزراء السياحة في "منظمة الدول الاسلامية" الذي انعقد في ماليزيا. مثل ماذا؟ - خصوصاً في مسألة الترويج السياحي مع التركيز على البلدان العربية في هذه المرحلة بالذات، آخذين في الاعتبار ان سورية ومن خلال منطلقاتنا القومية تسمح لكل العرب بالدخول الى سورية من دون الحصول على فيزا مسبقة وبالهوية الشخصية. هذه الميزة المهمة جداً سمحت للاخوة العرب بالحضور إلى سورية بأعداد كبيرة خلال الفترة الماضية، إذ يقدر مجموع القادمين من الدول العربية بحدود 74 في المئة من مجمل السياح الذين تستقبلهم سورية، وهذا الأمر انعكس أيضاً السنة الجارية، وفي اطار ما تم انجازه من احصاءات رسمية لغاية 31 أيلول الماضي، إذ تبين أن غالبية القادمين إلى سورية من الدول العربية، بينما لم تتجاوز النسبة من الدول الأوروبية وأميركا، باستثناء تركيا وإيران، 6،11 في المئة. على هذا الأساس اتخذنا عدداً من الخطوات التنفيذية على صعيد الالتقاء مع مكاتب السياحة والسفر في الدول العربية وتشكيل وفود رسمية للتعريف بالمنتج السياحي السوري المتنوع. الأمر الثاني، اننا بصدد تكثيف الحملة الاعلامية في جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وتشكيل لجان إعلامية وإقامة أسابيع سياحية في الكثير من الدول العربية. ونعتقد انه لا بد من التوجه الى الخليج العربي لإقامة الأسابيع السياحية وإلى دول المغرب العربي. هل ستخفضون أجور "شركة الطيران السورية"؟ - نعم، والنسبة تراوح بين 35 و40 في المئة، وهي مسألة مشجعة جداً، خصوصاً أن "السورية" تتمتع بالامان وبكل عوامل الراحة والسلامة، وهذا أمر معروف. كما اننا نريد ان نخفض من أجور المبيت في الفنادق وتشجيع السياحة الداخلية في سورية. بأي نسبة؟ - نسعى إلى خفضها بنسبة 40 في المئة بالتنسيق مع فنادق الخمس نجوم والأربع نجوم والثلاث نجوم. ونحن الآن بصدد انجاز الدراسة النهائية لهذا الأمر. في الوقت ذاته، نحن بصدد تشكيل لجنة لدراسة حتى الرسوم التي تفرض على السياح لقاء زيارتهم للمتاحف والمواقع الأثرية وتخفيضها بنسبة لا تقل أيضاً عن 40 في المئة. إذاً هناك الكثير من الاجراءات الواجبة التنفيذ كي نشجع القدوم الى سورية وكي نشجع ارتياد ما أمكن من الفنادق والمطاعم والمواقع الأثرية والاوابد التاريخية الموجودة في سورية. كما اننا نسعى الى تفعيل السياحة البينية العربية بين الدول العربية خصوصاً، ولدينا اتفاقات الآن مع لبنان والأردن للتعامل من منطلق سياحة الاقليم الواحد سورية لبنان والاردن. ما هي الموازنة المخصصة لهذه الحملة؟ - نحن نقر او نعترف ان الموازنة في اطار الترويج السياحي ما زالت متواضعة جداً. مليون دولار؟ - لا. هي تقارب مليوني دولار. لكن حتى الآن ليست لدينا عقود مع مكاتب السياحة والسفر في الخارج. وبالتالي نطمح في الأعوام المقبلة إلى عقد لقاءات واتفاقات مع مكاتب السياحة والسفر في الخارج. وعندئذ لا بد من تمويل هذه الاتفاقات واعتقد ان الدولة لا تبخل على هذه المسألة اطلاقاً، وهي حريصة على ذلك، خصوصاً أننا بصدد إقرار صندوق للترويج السياحي يمول من موازنة الدولة ومن مكاتب السياحة والسفر. ونحن بصدد إقرار مشروع هيئة عامة للترويج السياحي وبما في ذلك اقرار صندوق للترويج السياحي. ما هي موازنته؟ - لا استطيع القول الآن قبل ان نقر الصندوق وهو سيتدرج بموازنته عاماً بعد عام من خلال النشاطات والمهام التي يمكن االقيام بها. لكن اعتقد أنها خطوة ستكون متقدمة في هذا المجال. أما الشق الثاني فهو مسألة المطبوعات ووالكتيبات السياحية وتنظيم الأسابيع السياحية وانجاز المطبوعات الثقافية خصوصاً. وكانت مطبوعاتنا العام الماضي تجاوزت 400 ألف كتيب سياحي. كما اننا انجزنا كتاب "سورية التاريخ والحضارة" وبصدد انجاز سبعة كتب أخرى، وعدد النسخ من هذه المطبوعات الثقافية يتجاوز 16 ألف نسخة سيتم توزيعها في جميع ارجاء سورية، خصوصاً لدى المدارس الفندقية والمعاهد المتوسطة والادلاء السياحيين والسفارات السورية في الخارج والمكاتب الثقافية في الخارج أيضاً بغية الترويج لسورية ثقافياً ودينياً، لأننا نعتبر السياحة الثقافية والدينية مسألة تأتي في مقدم الأولويات لجذب السائح القادم من أوروبا الغربية. كم تبلغ عائدات السياحة السنوية؟ - العائدات حقيقة في إطار ما هو متوافر من احصاءات رقمية ومنها عدد ليالي الإقامة في الفنادق السياحية سواء كانت من مستوى خمس نجوم وما دون، ناهزت 24.343 بليون ليرة سورية، وتعادل نسبة 48 في المئة من مجمل ميزان حساب السياحة والسفر في سورية. لكن هناك شقاً آخر لم يدخل في هذه الأرقام هو مجموع الليالي السياحية التي تم قضاؤها من خلال الشقق السكنية المفروشة التي لم تدخل في هذا الحساب ذلك ان معظم الاخوة الخليجيين قام باستئجار شقق سكنية في سورية، وكل الليالي السياحية التي قضوها لم تدخل في هذا الحساب. ما هو الاجمالي؟ - تفيد تقديرات "منظمة العالمية للسياحة" ان ايرادات سورية العام الماضي من السياحة تجاوز بليون دولار اميركي. وعدد الزوار؟ - القادمون إلى سورية ثلاثة ملايين و15 ألفاً. ما هو الطموح؟ - ما زالت سورية سوقاً سياحية بكراً وهي غنية جداً بالمنتج السياحي الثقافي واذا ما تم توظيف الامكانات المتاحة في سورية ستكون أحد المواقع الاستراتيجية المهمة في المنطقة للسياحة، خصوصاً أنها تمتلك من الاوابد التاريخية والقلاع والحصون - عبر آلاف السنين: ما قبل ميلاد السيد المسيح وما بعده - ما يجعلنا نقول إن السياحة الثقافية والدينية ميزة مهمة تتمتع بها سورية. ولا اعتقد أن هذه الميزة موجودة لا في الدول العربية الأخرى ولا في دول العالم وهذا ما تثبته وقائع التاريخ والمكتشفات الاثرية التي تمت حتى الآن. واستطيع ان استشهد بقول أحد المستشرقين الفرنسيين المهتمين بعلم الآثار عندما قال: "إن لكل إنسان وطنين. الوطن الذي يعيش فيه وسورية". فمن أراد التاريخ وقراءة التاريخ لا بد وان يأتي إلى سورية ليتمكن من قراءته. قلت إن عدد السياح الزوار هو 15.3 مليون. هناك من يقول إنكم انتم تحصون الزوار وليس السياح؟ - هذا هو عدد القادمين، لكن نسبة السياح الذين نزلوا في الفنادق من هؤلاد هم بنسبة 53 في المئة، كما ان الذين نزلوا في الشقق السكنية لم يتم احتسابهم. لكن العدد قليل قياساً إلى ما تملكه سورية. ألا تعتقدون أن الحكومة مقصرة في الترويج للسياحة خارجياً؟ - لدينا تقصير واضح في مسألة التعريف بالمنتج الثقافي السياحي في سورية. لقد توجهنا الى ايجاد البنية الاساسية أو البنية التحتية للمادة الثقافية من خلال المطبوعات التي تم انجازها والتي نحن بصدد ترجمتها إلى لغات متعددة وهي الفرنسية والاسبانية والانكليزية والايطالية والألمانية واليابانية. هناك انطباع لدى الغرب بأن سورية "بلد إرهابي". لكن من يأتي إليها يجد الأمر مختلفاً. ماذا تفعلون لتغيير هذه الصورة؟ - عملنا على استقدام بعثات إعلامية من بلجيكا والنمسا واسبانيا وبريطانيا وفرنسا، ودعونا 32 جهة أجنبية للقدوم الى سورية السنة الجارية. أردنا أن يكتشفوا بأنفسهم ان سورية بلد حضاري متطور، وأنها تدين الإرهاب وكل وسائل الإرهاب وأشكال الإرهاب. نحن بلد نرفض الارهاب بكل المقاييس لكننا نفرق ما بين الارهاب وما بين الحق الوطني المشروع الذي يقضي بالدفاع عن الأرض والكرامة. ما هي أهم المشاريع الاستثمارية المطروحة في البلاد؟ - لقد انجزنا دليلاً للاستثمار السياحي في سورية تضمن أولاً التشريعات السياحية التي صدرت وتمنح الاعفاءات والتسهيلات وتقدم المزايا المتعددة لكل المستثمرين. ثم حددنا نظام الاستثمار اما عن طريق شركة مشتركة أو نظام الBOT أو من خلال إقامة مشاريع سياحية من قبل المستثمرين مباشرة وتمليكهم الأرض، عملاً بالقانون رقم 7 المعدل لقانون الاستثمار رقم 10. الشيء الثالث حددنا المشاريع بالاسم. هذه المشاريع في كل المحافظات، عرفنا الموقع الجغرافي والمساحة واهمية الموقع ومن ثم حددنا توظيف الموقع والمطلوب منه: اقامة فندق خمس نجوم، اربع نجوم، ثلاث نجوم، أو قرية سياحية او موتيلات او منتجع. ما هو عدد المشاريع؟ وما هي كلفتها؟ - نحو ثمانين مشروعاً. وتختلف الكلفة بين مشروع وآخر. نقدر أنه في سنة 2020 سنستقطب استثمارات بحدود 318 بليون ليرة سورية الدولار يساوي خمسين ليرة سورية. بهذه المناسبة نحن في وزارة السياحة عبر الفترة الزمنية من تشكيل الوزارة الحالية من 13 آذار مارس العام الماضي قمنا بحل مشاكل كبيرة لمشاريع سياحية، إذ منحت شهادات الاستيراد المطلوبة ل53 فندقاً عدد غرفها 2859 غرفة. ومنحنا 110 رخص سياحية منها 52 فندقاً.