ينتظر متابعو الكرة السعودية لقاء "الدربي" بين الهلال والنصر المقرر الثلثاء المقبل في الرياض. ويحاول القيمون على الفريقين رص الصفوف وتهيئة عوامل الفوز. ودرجت العادة في مباريات الفريقين اأن تؤثر نتائجها سلباً أو إيجاباً على أوضاعهما، إذ ينسى الفائز الهفوات كلها التي ارتكبها في المباريات السابقة، ويظل الخاسر يعيش في دوامة تبعات سقوطه فترة طويلة. ولمباراة الثلثاء تحديداً طعمها الخاص، فالفائز بنتيجتها سيهنأ بعيد خاص، ستطول فترته لأن الدوري سيتوقف ثم يعود بعد إجازة الفطر. والخاسر سيعيش أياماً نكدة، بانتظار استئناف البطولة. وإذا كان النصراويون نجحوا في ترتيب بيتهم، فإن الوضع في الهلال لا يسرّ جماهيره. وتبدو سحب "الزعيم" ملبدة بغيوم مشكلات عدة يتوجب على إدارة الأمير سعود بن تركي العمل سريعاً على معالجتها، وتجهيز اللاعبين معنوياً للمباراة المرتقبة. وتعرّض رئيس الهلال عند مغادرته مقر النادي مساء أول من أمس الى سيل من الأسئلة أمطرها عليه الجمهور الغاضب، وطالبت بالرد على الاتحاد، الذي نجح في استمالة لاعب الوسط المدافع خميس العويران. وحاول رئيس الهلال الإجابة على الأسئلة حتى المتشنجة منها، ووعد بلقاء يجمع الإدارة بالجمهور، لوضع النقاط على الحروف. وعاش الهلاليون ليلة ثانية "غير هانئة"بعدما تلقى قائد الفريق يوسف الثنيان عرضاً مغرياً من الغريم التقليدي النصر بمبلغ يسيل له اللعاب، ومقداره مليوني ريال وسيارة فاخرة، وأكدت مصادر أنه تسلم الشيك من عضو شرف نصراوي سبق له الإسهام في التعاقد مع لاعبين محليين لمصلحة "الاصفر". ولم ينفِ الثنيان هذه الأخبار، وأكدت مصادر مطلعة أن إدارة الهلال سارعت الى الاتصال بالثنيان للوقوف على صحة الأخبار، رغبة منها في عدم تكرار سيناريو انتقال العويران وطلبت الاجتماع به لدراسة الموضوع. وفي الوقت الذي يؤكد فيه رئيس الهلال أن الثنيان سيوقع على كشوفات ناديه، أكد اللاعب للمقربين منه أنه سينظر الى مصلحته بالدرجة الأولى، وهو يتمنى أن يستمر هلالياً، لكن تأمين مستقبله يهمه بالدرجة الأولى. ويعتقد هلاليون أن تحرّك النصراويين قبل المباراة يهدف الى التأثير معنوياً على صفوفهم. وزاد النصراويون من ضغطهم على الهلال، بعدما لوحت إدارتهم عبر وسائل الإعلام بأنها ستحتج على قائد الهلال سامي الجابر في حال مشاركته في المباراة، لأنها تملك مستندات توضح تبايناً بين عمر اللاعب المدون في الأوراق الرسمية والشهادات المدرسية، إلا أن الهلاليين سخروا من هذا الطرح، لأن الجار لعب أمام النصر خلال الأعوام ال12 الماضية، ولم يحتج النصراويون أبداً! وعلى الجانب النصراوي، نجحت إدارة الفريق في لملمة أوراقها وأدخلت الطمأنينة الى قلوب مناصريها، بتجديد عقد الحارس محمد الخوجلي في مقابل 5،1 مليون ريال وسيارة فاخرة، وجددت أيضاً عقد كل من فهد المهلل وماجد الدوسري. وعلى رغم عدم توصلها الى اتفاق مع ابراهيم ماطر، إلا أن الإدارة لا ترى أن مسألة تجديد عقده من عدمه أمراً يدعو الى القلق، والأمر ذاته ينطبق على حالة فؤاد أنور وتراجع رئيس النصر عن استقالته، الأمر الذي أدخل السعادة الى قلوب بعض جماهير الأصفر، لأنها ترى أن عبدالرحمن بن سعود يعرف كيف يقلق الهلاليين قبل مباريات الفريقين. وسيعمل الهلاليون على رد الدين النصراوي المتمثل في تسببهم في خروج فريقهم من مباريات المربع الذهبي الموسم الماضي، وفي المقابل، يرى النصراويون أن فرصتهم سانحة للرد على مدربهم السابق البرتغالي آرثر جورج الذي تركهم وتوجه الى الهلال. ويصعب التكهن بنتيجة المباراة، وهي من المباريات التي لا تحكمها ظروف أو أفضلية فريق على آخر. ويأمل النصراويون أن يلحقوا بالهلال الهزيمة الأولى في الدوري بعدما نجحوا في ذلك مع الشعلة، لكنهم يخشون من تصرفات مدربهم، إذ يعتبر بعضهم أنه لم يقدم ما يدخل الأمان في قلوبهم طوال الفترة الماضية. ويشاطرهم الهلاليون الذين أبدوا ضجراً من التبديلات التي يعتمدها مدربهم أثناء سير المباريات. إضافة الى ذلك، سيفتقد "الزعيم" جهود المدافع عبدالله الشريدة الذي نال ثلاث بطاقات صفر.