خصصت "مؤسسة الأمير كلاوس" الهولندية جوائزها هذا العام للظاهرة الاحتفالية في أنحاء المعمورة، أو ما يطلق عليه اختزالاً اسم "الكرنفال" بوصفها نشاطاً جماعياً ايجابياً. وكما جرت العادة خلال السنوات الخمس الماضية جرى انتقاء عشر شخصيات ابداعية من العالم غير الغربي لتجسد هذه الظاهرة من زوايا مختلفة، وكانت الغلة العربية من جوائز هذا العام مجزية حيث منحت للمربي الأكاديمي السوري أنطوان مقدسي والفنان التشكيلي السوداني ابراهيم محمد الصلاحي. وشملت قائمة المكرمين النيجري كريس آباني الشاعر الذي أمضى سنوات من عمره في السجن ابان حكم الجنرال آباشا، والناقد الأدبي ايفان تايس من البيرو والكاتبة الفيتنامية دونغ تاو هونغ المعروفة بنتاجها الانساني المتنوع. وجددت المؤسسة التي يرعاها الأمير كلاوس، زوج الملكة بياتريكس، اهتمامها بالتصوير الفوتوغرافي مانحة صامويل فاسو، الكاميروني المولد، والمواطن في جمهورية افريقيا الوسطى جائزة. وحازت الكاتبة والاستاذة ايلينا مارينا جائزة لنشاطها المميز في مجالات الفنون والموسيقى. ومنحت المؤسسة جائزتين من الجوائز التي تصل قيمتها الى 100 ألف يورو، الى مشروعين ثقافيين ناجحين، الأول "جهان كتاب" أو عالم الكتب، وهو يعنى بالنشر وتشجيع حركة الفكر الجدلي والمقارن في ايران، والثاني هو مجلة ستالينغو" في بنما، وهي مجلة رائدة في نجاحها وتأثيرها على المناخ الثقافي والأدبي. ويرتكز اصدارها الى فريق من الكتاب الشباب نجح في ايصال مبيعاتها الى 90 ألف نسخة في بلد صغير يعد من بين البلدان الفقيرة. وسيقام احتفال توزيع الجوائز في أمستردام يوم الحادي عشر من كانون الأول ديسمبر بحضور الملكة بياتريكس والأمير كلاوس في صالة القصر الملكي وسط المدينة. ويشهد الاحتفال عرضاً خاصاً من الترينيدادي بيتر منسهال. ومع الأخبار التي تحدثت عن الوضع الصحي الصعب لأنطوان مقدسي، لا يزال الأمل قائماً بحضوره الى العاصمة الثقافية لهولندا للمشاركة في الاحتفال السنوي الذي يحوز احتراماً متزايداً في الأوساط الدولية.