"وحدة العقل العربي الاسلامي" عنوان كتاب صدر حديثاً للباحث جورج طرابيشي عن دار الساقي لندن. والكتاب هو الجزء الثالث من مشروع طرابيشي ل"نقد نقد العقل العربي" ويتصدّى لتفكيك "الابستمولوجيا الجغرافية" من منطلق التوكيد على وحدة بنية العقل العربي الاسلامي، ووحدة النظام المعرفي الذي ينتمي اليه بجناحيه المشرقي والمغربي، ووحدة المركز الذي تفرّعت عنه دوائره المحيطة. فلا التحول من دائرة البيان الى دائرة العرفان او دائرة البرهان، يعني انعتاقاً من جاذبية نقطة المركز، ولا التنقل بين الخانات يمكن أن يشكل خروجاً عن رقعة شطرنج العقل العربي الاسلامي الذي يبقى يصدر عن نظام ابستمي واحد مهما تمايزت عبقريات الأشخاص وعبقريات الأماكن. والكتاب، إذ يرفض التوظيف الايديولوجي الاقليمي لمفهوم القطيعة الابتسمولوجية، يتوسل حفريات المعرفة الحديثة ليعيد بناء وحدة الفضاء العقلي للتراث العربي الاسلامي، وليقترح قراءة اتصالية - لا انقطاعية - للاسهامات المميزة للمدرسة الأندلسية، سواء أتمثلت في مقاصدية الشاطبي، أم عرفانية ابن طفيل، أم الانتفاضة النحوية لابن مضاء القرطبي. وهذا، إضافة الى اعادة فتح ملف "الفلسفة المشرقية" لابن سينا واقتراح حل جديد للغزها. ومن عناوين الكتاب الرئيسة: ابن سينا: اسطورة الفلسفة المشرقية، ابن طفيل: مؤرخ بؤس الفلسفة في الأندلس، ابن طفيل: مبدع "مغربي" للفلسفة المشرقية، ابن مضاء القرطبي: انتفاضة لاهوتية على المنطق النحوي، الشاطبي: شافعيّ عصر الاندثار. ويهدي المؤلف كتابه الى: "الى الراحل قبل الأوان الباحث المغربي جمال الدين العلوي. ما عرفته، لكني قرأته. وأعتقد أنه لو امتدّ به الأجل لكان سبق الى كتابة اطروحة في الدفاع عن وحدة العقل العربي الاسلامي...". ويشير الناشر: "يقوم كل مشروع محمد عابد الجابري في نقد العقل العربي، على اصطناع "قطيعة معرفية" بين فكر المشرق وفكر المغرب، وعلى التمييز بين "مدرسة مشرقية إشراقية ومدرسة مغربية برهانية"، وعلى التوكيد على أن رواد "المشروع الثقافي الأندلسي - المغربي" - ابن حزم وابن طفيل وابن رشد وابن مضاء القرطبي والشاطبي - تحركوا جميعهم في اتجاه واحد...".