أعربت القيادة الروسية عن مخاوفها من توجيه ضربة أميركية الى العراق، وعلمت "الحياة" ان موسكو أبلغت العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ان الولاياتالمتحدة قد ترفض تمديد برنامج "النفط للغذاء". وقال مسؤول روسي رفيع المستوى ان موسكو لم تبلّغ "في صورة قطعية" ان الاميركيين ينوون القيام بعمل عسكري لكنها تعتقد أن "الاحتمالات السيئة" تتزايد. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه ان هذا الموضوع كان من المحاور الأساسية في لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والعاهل الأردني الملك عبدالله الذي قام أخيراً بزيارة الى موسكو وصفت بأنها "خاطفة" رغم انه كان زارها قبل ثلاثة اشهر فقط. وأوضح ديبلوماسيون عرب تحدثت اليهم "الحياة" ان الموقفين الروسي والأردني "متماثلان" في رفضهما ضرب العراق، واتفق الجانبان على ايصال رأيهما الى الأميركيين. ولكن لم يتضح رد الفعل المحتمل لموسكو وعمان في حال قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري. ولاحظ خبراء في الشأن العراقي تغيراً في الخطاب الروسي، فقبل أقل من شهر كان المسؤولون الروس لا يترددون في الحديث عن انسحاب موسكو من الائتلاف الدولي المناوئ للارهاب رداً على ضربة اميركية للعراق. إلا ان اللهجة الروسية خفت في الآونة الأخيرة خصوصاً بعد قمة كراوفورد بين الرئيسين بوتين وبوش. وقال ل"الحياة" ديبلوماسي روسي رفيع المستوى ان موسكو أبلغت الاميركيين موقفها، وقال انها "ستعلن استياءها" في حال قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري إلا انه لم يشر الى احتمال القيام بعمل يترجم هذا الاستياء. والى ذلك علمت "الحياة" ان الاميركيين طلبوا من موسكو ان تسحب اعتراضاتها على "صيغة جديدة" من المشروع البريطاني المعروف باسم "العقوبات الذكية". وأشار الخبير الى أن لندن وواشنطن تقترحان "تطعيم" المشروع بأفكار روسية وفرنسية عرضت سابقاً من أجل تحقيق موقف موحد للاعضاء الدائمين في مجلس الأمن قبل انعقاد اجتماعه المخصص للموضوع العراقي في الثالث من كانون الأول ديسمبر المقبل. وكانت روسيا رفضت سابقاً اعتماد المشروع البريطاني باعتبار انه لا يوفر حلاً سياسياً للمشكلة، ويقتصر على معالجة "قضايا انسانية" اضافة الى انه مرفوض رفضاً باتاً من بغداد.