صدر حديثاً عن منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في عمان وبيروت، كتاب للباحث الأردني فؤاد جميعان في عنوان "مآثر العرب العلمية: أساس حضارة الغرب". يفتتح فؤاد جميعان كتابه الجديد بعبارة "ليس العلم وقفاً على أمة دون غيرها" حيث - وكما يظهر من العنوان - يتكلم الكتاب عما قدمه العرب من علم، وفضل ما قدموه على حضارة الغرب. قسّم المؤلف كتابه إلى ثلاثة أقسام، يتحدث في بداية القسم الأول عن الجزيرة العربية من الناحية الجغرافية ليتتبع أصول العرب وتقسيماتهم وبعض قبائلهم، ثم يسير الكاتب في تاريخ الجزيرة وثقافتها فيتتبع الحقب منذ الرومان إلى فترة الدولة العباسية مروراً بالأنباط والمسيحية وغيرهما. وبعد أن يفرغ من تاريخ العرب وثقافتهم يمر بشكل مكثف بعض الشيء على الفرق والمذاهب السياسية والدينية والفلسفية، ثم ينهي القسم الأول من كتابه بذكر تراث العرب في أوروبا وإفريقيا، والعصور الإسلامية المتأخرة من المماليك حتى الدولة العثمانية. أما القسم الثاني من الكتاب فيتحدث عن العلوم التي برع فيها العرب والمسلمون، وإنجازاتهم في هذه العلوم ودور العرب في ترجمة وحفظ ما كتبه العلماء الرومان مثل فيثاغورس وأفلاطون، ويذكر ما طوّره العرب وما أضافوه إلى علوم اليونان. وأفرد فؤاد جميعان للفلسفة القسم الثالث من كتابه حيث تحدث عن الفلاسفة القدماء من اليونان والعرب جميعاً، مفصلاً في آرائهم وحياتهم وكتبهم وتلاميذهم ومعلميهم. يمثل الكتاب ما يشبه الجولة البانورامية على التاريخ العربي حضارياً وسياسياً.