لندن - رويترز - يقول مهتمون بصناعة الغاز ان مشاريع الغاز والنفط التي تكلف بلايين الدولارات امام جزيرة سخالين الروسية في المحيط الهادئ قد توفر الطاقة للدول الآسيوية التي تحتاجها بشدة في سنوات مقبلة لتتيح بديلاً للواردات من الشرق الاوسط. وذكر في مؤتمر في شأن توفير الطاقة في سخالين عقد في الأسبوع الماضي ان اليابان وكوريا والصين وتايوان تستورد حالياً 60 في المئة من حاجاتها من الطاقة من الشرق الاوسط، الا ان المخاوف في شأن سلامة الامدادات عقب احداث 11 أيلول سبتمبر زادت من حرصهم على البحث عن بدائل. وقال محللون إنه ينبغي التغلب على عقبات سياسية ومخاوف حدوث ركود اقتصادي قبل ان يكتب لهذه الخطط النجاح الا ان المسؤولين التنفيذيين متفائلون حتى الان. وقال ستيف ماكفاي المدير التنفيذي لمجموعة "سخالين/2" التي تقودها شركة "شل": "آسيا سوق طبيعية. قربنا من المنطقة يعني ان لدينا سوقاً ضخمة". وتقيم المجموعة التي يبلغ رأس مالها تسعة بلايين دولار مصنعاً لانتاج الغاز الطبيعي المسال في سخالين. وغالباً ما يشحن الغاز عن طريق خطوط انابيب، إلا أن الغاز الطبيعي المسال الذي يجمد ويشحن بناقلات يسمح للمنتجين باستغلال حقول الغاز النائية ونقل الغاز من قارة لأخرى. ويقدر ماكفاي ان "سخالين/2" ستستأثر بربع سوق الغاز الطبيعي المسال لشرق آسيا في سنة 2010 بعد اربعة اعوام فقط من الموعد المحدد لبدء التصدير. وتحصل هذه الاسواق على امداداتها حالياً من قطر واندونيسيا وماليزيا واستراليا. وقال ل"رويترز": "اعتقد ان أسعارنا ستكون أرخص من الموردين الاخرين بما بين سبعة وعشرة في المئة". وفيما تهدف "سخالين/2" لانتاج 9.6 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً وتوريدها للأسواق الأربع الرئيسية السابقة فان مشروع "سخالين/1" الذي تقوده "اكسون اويل" يأمل في نقل الغاز الي اليابان عن طريق انابيب في سنة 2008 على ان يصل اجمالي الكميات التي يتم توريدها نحو 28 مليون متر مكعبة من الغاز يومياً. وقال محللون انه بينما تجري مشاريع لنقل النفط الروسي لآسيا، فإن من المرجح ان يكون الغاز مجال النمو الرئيسي. ويجري مشروعا سخالين محادثات مع مشترين في آسيا في شأن كميات أولية ايذاناً ببدء عمليات الاستثمار والانتاج. والدول الآسيوية الأربع من اكثر المناطق التي تعاني من نقص مصادر الطاقة وتستودر اكثر من 95 في المئة من حاجاتها فيما يتزايد الطلب سريعاً وبصفة خاصة على الغاز. وتفيد بيانات وكالة الطاقة الدولية ان الطلب على الغاز في الصين سيرتفع بنسبة 7.5 في المئة حتى سنة 2020. وفي اليابان يمثل الغاز 13 في المئة من واردات الطاقة الاولية مقابل 25 في المئة في الولاياتالمتحدة وسيرتفع اكثر. وفي كوريا من المتوقع ان ترتفع حصة الغاز من استهلاك الطاقة الى نحو 50 في المئة في سنة 2020 مع تزايد الطلب علي النفط. وقال كن اساكورا رئيس معهد ميتسوبيشي للأبحاث أمام المؤتمر نفسه: "اعتماد اليابان على نفط الشرق الاوسط ما زال اكثر من 85 في المئة". واضاف: "الغاز الطبيعي يمكن ان يساعد في تنويع مصادر الطاقة والحد من الاعتماد على نفط الشرق الاوسط اذ ان هناك احتياطات غاز هائلة في شرق آسيا". ويقول بعض المحللين ان العلاقات السياسية الشائكة بين روسياواليابان تلقي بظلالها على الامدادات من سخالين. وقال جوناثان ستيرن زميل المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن: "لم يتحدد الموقف بعد من وجهة نظر السوق". واضاف: "مد خط انابيب الى اليابان سيكون ارخص من بدائل الغاز الطبيعي المسال المتاحة. ولكن اذا درست اليابان فعلاً شراء الغاز الطبيعي المسال فسيكون هذا خطوة كبيرة بالنسبة لسياسة الطاقة". وزاد ان المشاكل السياسية قد تعني ان مد خط انابيب غاز للصين سيكون البديل الانسب بالنسبة ل"سخالين/1" بينما يعتمد "سخالين/2" على الغاز الطبيعي المسال وسيجد مشترين في كوريا حيث توجد منافذ بالفعل، إلا أن الامر لا يخلو من مشاكل ايضاً. وأشار الى "ان كوريا تنتعش لتوها من أزمة مالية ومع دخول العالم في حال من الكساد من الصعب العثور على مشترين على المدى الطويل". وقد تكون هناك مشاكل نتيجة تحرير الاسواق في اليابان وكوريا، ما يقلص اجل العقود الآجلة. الا ان محللين آخرين يقولون ان مشاركة شركات يابانية واعتماد آسيا الكبير على الواردات يفوق هذه العوامل. وقال ستيفن اوسوليفان من وكالة "يو اف جي" للوساطة في موسكو: "واردات الطاقة عنصر رئيسي في اليابان حتى انها قد تتجاهل ان الامدادات قادمة من موسكو". واضاف: "انت تبحث عن مصدر يتميز بالتنوع والامان وهو ما لا يتوافر في الشرق الاوسط. سخالين قريبة وستكون أكثر أمناً مع مشاركة شركات يابانية".