كابول، الرباطافغانستان، اسلام آباد، دوشانبي، واشنطن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - أعلن وزير خارجية "تحاف الشمال" عبدالله عبدالله أمس ان المعارضة الافغانية تنوي شن هجوم على كابول على رغم دعوة واشنطن أول من أمس الى توخي الحذر. وقال عبدالله، اثر لقاء في دوشانبه مع فرانشيسك فندريل، الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة من اجل افغانستان: "ان تحرير كابول من سلطة طالبان سيكون له مغزى سياسي وعسكري مهماً". وصرح "باننا نختلف تماماً مع الرأي القائل بأن سكان كابول يحملون فكرة سلبية عن تحالف الشمال". واضاف انه يجب ان تكون اعمال التحالف المقبلة "مدروسة جيداً. ان الشعب الافغاني يعلم ان اكثرية البلاد، بما فيها كابول، واقعة تحت احتلال قوات اجنبية تضم مرتزقة". استعداد للهجوم وأعلن احد القادة العسكريين في تحالف المعارضة، ان قواته تستعد لشن هجوم على شمال كابول حيث اخذت المدرعات مواقعها على خط الجبهة يؤازرها 800 مقاتل. وقال القائد امان الله غوزار من قاعدته في جبل السراج على بعد حوالى ثلاثين كيلومتراً من خط الجبهة حيث كانت ثلاث دبابات وناقلتا جند تملأ خزاناتها بالوقود "اننا نستعد للزحف على كابول". واشار لاحقاً بعد ظهر أمس اثناء توجهه بآلياته تلك الى الجبهة "لقد تلقينا الامر بنقل دباباتنا الى الجبهة، لا الى الخط الامامي بل الى الخلف قليلاً". ويشار الى انها المرة الاولى التي يعلن فيها قائد عسكري من "تحالف الشمال" استعدادات تجري لشن هجوم شمال كابول. واضاف امان الله الذي يتولى قيادة نحو الف رجل مع سبع دبابات وثلاثين عربة مدرعة "اننا سنبدأ بعون الله المعركة في أسرع وقت". انتظار الاوامر وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" في الرباط في المنطقة الجنوبية الغربية من سهل شومالي انه شاهد عشر دبابات على الاقل تأخذ مواقع لها على بعد أقل من كيلومتر عن خط الجبهة. ونقل المراسل عن شير ديل، قائد احدى الدبابات من نوع "تي-55" قوله: "وصلنا مساء أول من أمس من جبل السراج مع ما يكفي من الذخيرة والوقود للبدء في الهجوم". وكانت الدبابة تختفي قرب احدى المزارع وقد وجهت مدفعها الى خطوط "طالبان" التي تبدو واضحة للعيان. واشار قائد الدبابة الى ان الذخائر والوقود متوافرة في المكان، وان الجنود ينتظرون الاوامر لبدء المعركة. لكن مصدراً بارزاً على الجبهة قال في وقت لاحق ان الزحف تأجل. وقال المصدر الذي طلب عدم كشف اسمه "الليلة أمس هناك حاجة الى الدعم الجوي الاميركي في مكان آخر، ولذا فلن يحدث الهجوم الآن". مساهمة "بي-52" وقامت صباح أمس قاذفة اميركية من نوع "بي-52" العملاقة بإلقاء وابل من القنابل على منطقة قلعة نصر وكاراباخ التى تسيطر عليها "طالبان" وتتحكم بمنافذ العاصمة كابول. وكان سلاح الجو الاميركي مهد الطريق امام قوات المعارضة بعمليات قصف كثيفة متواصلة على خطوط "طالبان" شمال العاصمة، للاستيلاء على مواقع الحركة التي تجعل من المتعذر على المعارضة استخدام مطار باغرام. لكن ما زالت هناك تعزيزات في مواقع قرب القاعدة الجوية التي من شأنها ان توفر طريقاً رئيساً لنقل امدادات من الذخيرة والطعام الى التحالف في معقله في وادي بانشير الذي يتعذر الوصول اليه مع تساقط الثلج في فصل الشتاء. ولم تلحظ اي حركة للقوات على الارض. فقد ساد الهدوء خط الجبهة من جهة باغرام. واوضح الكابتن حبيب الذي يقود مجموعة من 415 "زرباتياً"، وهم المشاة قرب المطار، انه تفقد للتو منطقة الجبهة التي سيتمركز فيها رجاله. وأضاف "سنحضر رجالنا الى تلك المواقع"، موضحاً انه لم تنشر أخيراً اي قوات على الجبهة. وأكد ان "جنودنا هم اول من سيتوجه الى الجبهة". وقالت قوات التحالف انها لن تدخل الى كابول التي تعرضت لهجمات صاروخية بشكل شبه يومي من المعارضة في اوائل التسعينات، بعدما اطاح المجاهدون الافغان الحكومة التي نصبها السوفيات ثم دخلوا صراعاً ضارياً على السلطة، أودى بحياة نحو 50 الفاً من سكانها على مدار خمس سنوات. وأوضح صبغة الله زكي، الناطق باسم الجنرال عبدالرشيد دوستم: ان "قوات التحالف قادرة على الهجوم على كابول لكنها تنتظر قراراً من جميع الافغان حول تشكيل الحكومة الجديدة التي تضم كل التيارات لارساء الاستقرار في افغانستان". وتابع: "لا يريدون تكرار اخطاء الماضي". واكد ان فصل الشتاء لن يوقف النزاع. واضاف ان "الافغان وقواتنا يقاتلون في الشتاء والربيع والصيف. لديهم الخبرة. اعتقد ان الشتاء وتساقط الثلوج لن يمنعا الافغان من مواصلة الكفاح ضد الارهاب". 130 قتيلا في قندهار الى ذلك، اعلنت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية أمس ان اكثر من 130 مدنياً افغانياً قتلوا في ثلاث قرى قرب مدينة قندهار معقل "طالبان" جنوب شرقي افغانستان اثر تعرضها لقصف اميركي عنيف. وأعلنت الوكالة المقربة من "طالبان" والتي تتخذ من باكستان مقراً لها ان الحصيلة النهائية للقصف على القرى الثلاث قد تتجاوز 300 ضحية وقد عثر على 133 جثة في بلدة شاه آغا في اقليم خاقرز على بعد حوالى 70 كيلومتراً شمال غربي قندهار. ودمرت قريتان مجاورتان بالكامل خلال قصف جوي عنيف استمر ثلاث ليال بحسب المصدر نفسه. كولن باول وفي واشنطن، اعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول أول من أمس "ان على تحالف الشمال مضايقة حركة طالبان، من دون دخول العاصمة الافغانية"، معتبراً ان وجود المعارضة في المدينة يمكن ان يطرح "صعوبات حقيقية". وقال: "ان واشنطن تتمنى ان تكون كابول مدينة مفتوحة، اذا اندحرت قوات طالبان الى ان يتم اقامة نظام انتقالي". وأضاف "قد يكون من الافضل الا يدخلوا تحالف الشمال كابول، وان يجعلوا الوضع لحركة طالبان لا يطاق وليساعدوا في اطاحة النظام". واوضح باول: "بصراحة، سيحصل كثير من التوتر في المدينة بالتأكيد، اذا ما دخلها تحالف الشمال بالقوة، في حين ان سكان كابول ليسوا بالضرورة مؤيدين لهم في هذا الوقت". وأكد "ان الخصومات القوية الداخلية بين مختلف القبائل والفصائل الافغانية تجعل من احتلال كابول من قبل قوات تحالف الشمال امراً غير مرغوب فيه". مشرف وفي نيويورك، خفف الرئيس الباكستاني فيما يبدو من موقفه المطالب بأن توقف الولاياتالمتحدة ضرباتها العسكرية لافغانستان خلال شهر رمضان الذي يبدأ هذا الاسبوع. وقال عشية لقائه الرئيس جورج بوش: "كنت أقول دائماً انه يفضل ان تكون العملية قصيرة وان من الافضل ان تنتهي قبل رمضان". وأضاف: "الا انني قلت بعد ذلك ان الاهداف الاستراتيجية يجب تحقيقها. نحن نفهم هذا. لكني حريص للغاية على ضرورة وضع حساسية شهر رمضان في الحسبان". وفي بيرن، قالت ناطقة باسم وزارة الخارجية السويسرية أمس ان بلادها وافقت على السماح لطائرات عسكرية اميركية بالتحليق عبر المجال الجوي السويسري لنقل مساعدات الى افغانستان. وأكدت تقريراً نشرته صحيفة "بيرنر تسايتونغ" اوضح ان هناك رحلتين بالفعل عبرتا المجال الجوي الخميس الماضي. وتشمل هذه الموافقة فقط الطائرات التي تحمل مساعدات انسانية لا أسلحة او المشاركين في القتال الدائر حالياً.