واشنطن - "الحياة" - كشفت مصادر مطلعة في واشنطن ان القوات الاميركية ستستخدم اسلحة ذات تقنية عالية في حربها المقبلة في افغانستان. وستعتمد واشنطن على القوات الجوية والقوات الخاصة إضافة إلى اجهزة الرصد والتحكم عن بعد. ويمكن لهذه القوات ان تعمل ضمن وحدات صغيرة لتحديد الاهداف بدقة فائقة وجمع اكبر كمّ ممكن من المعلومات عن القوات المعادية. وتأمل الولاياتالمتحدة بأن تعبر قواتها الاراضي الافغانية الوعرة بأسلحة متطورة جداً تدار بواسطة الكومبيوتر. وهي تسعى إلى تفادي الوقوع في اخطاء الاتحاد السوفياتي السابق الذي خسر قرابة 13 الف جندي في حربه ضد الافغان في الثمانينات. ويمكن ان تشن واشنطن حملة من القصف المركز في مرحلة أولى لتحطم دبابات "طالبان" وعتادها العسكري وتزعزع قوّاتها، ثم عندما يحاول مقاتلو "طالبان" التجمع بعد هذه الضربة سيواجهون حملة ثانية من القصف والتدمير. ويتوقع الخبراء ان تؤدي القوات الجوية الاميركية مهماتها من دون أي مقاومة. فالقضية ليست مجرد حرب يجب ان تربحها الولاياتالمتحدة بل هي اختبار للمقاربات الجديدة في الحروب. انه مجال لاثبات قوة التكنولوجيا الحديثة واستخدامها للتخفيف من الاعتماد على القوات الارضية. وتتضمن هذه الاسلحة آلات رصد الكترونية لكشف مواقع اصغر وحدات العدو واستهدافها بدقة فائقة. ويقول أحد الخبراء ان الهدف من هذه التكنولوجيا هو "تقليص المسافة بين جهاز الرصد والسلاح المستخدم"، أي بعبارة أخرى، ما ان تجمع المعلومات في وكالات الاستخبارات حتى تعطى للقوات الارضية والمروحيات المقاتلة والطائرات الموجهة لاسلكياً. وتعتبر حركة "طالبان" التي تحمي ابن لادن الهدف الرئيس لهجمات الولاياتالمتحدة. ويقول انطوني كوردسمان وهو مسؤول رفيع المستوى في مركز واشنطن للدراسات الاستراتيجية والدولية: "يجب ان نعزل "طالبان" ثم نواجه المشكلة الافغانية المستعصية بأسلحة متطورة وقوات خاصة قادرة على جمع المعلومات من اجهزة رصد دقيقة". ويعتقد كرودسمان وخبراء آخرون أنه قد يكون ضرورياً للولايات المتحدة أن تمد المعارضين الافغان - بمن فيهم المنشقون عن "طالبان" - بالمال ليدعموا مصالحها في افغانستان و يسهموا في وضع حد لاستخدام ارهابيي العالم الاراضي الافغانية.