بدأ المخرج المسرحي العراقي سامي عبدالحميد تدريبات لتقديم رواية "زبيبة والملك" التي رجحت تقارير أن يكون الرئيس صدام حسين كتبها، بعد أن أعاد كتابتها على شكل نص شعري الشاعر الفلسطيني المقيم في بغداد أديب ناصر. ويقول عبدالحميد انه كلف من وزارة الثقافة وباشراف لجنة من المختصين بإخراج "زبيبة والملك" وبمعاونة من المخرجين الشباب: غانم حميد، كاظم النصار، فيصل جواد وسنان العزاوي مشيراً في حديث الى صحيفة "الاعلام" الاسبوعية ان التدريبات ستتواصل حتى الشهر المقبل ليعرض العمل على "اللجنة المشرفة" التي ستقرّ الشكل النهائي للعرض المتوقع ان يكون الأضخم في المسرح العراقي. ويضيف ان "النص فيه سمات المسرح الملحمي من راوية وسرد وحوار، ومشاهد صامتة وكورالات تغني في شكل انفرادي وجماعي. وسيجمع العرض كل أنواع الفنون المسرحية". دور "زبيبة" سيكون محور منافسة بين ممثلتين عراقيتين معروفتين. ففي حين تشير صحيفة "الاعلام" الى ان هند كامل ستقوم باداء دور المرأة التي غيرت حياة الملك كما في النص وجعلته يقترن بها رمزاً للشعب، تؤكد صحيفة اسبوعية اخرى "الرأي" ان الممثلة سها سالم هي التي ستلعب دور "زبيبة" أمام الممثل الشاب محمد هاشم الذي سيؤدي دور الملك. المخرج عبدالحميد يرى ان 25 شخصية في عمله المسرحي ستجسد ما ذهب اليه النص الروائي وفكرته "القائد يكون آمناً اذا استند الى شعبه. وزبيبة في هذا العمل تمثل الشعب، أما الملك فهو كبقية الملوك الآخرين كان منعزلاً عن الشعب وحين التى بزبيبة حثته على الانتماء الى الشعب لأن القصر وما فيه لا يمكن أن يكون سنده في جميع الأحوال". ويؤكد صاحب العرض المسرحي اللافت "ملحمة جلجامش" انه سيبرز في مسرحية "زبيبة والملك" اضافة الى "الجانب الوطني" ما سماه "الجانب الرومانسي من خلال علاقة حب بين زبيبة والملك". وفي الوقت الذي تتكتم فيه وزارة الثقافة العراقية المنتجة للعمل على التكاليف، يقول فنانون عراقيون وصلوا الى عمان أخيراً ان المسرحية ستكلف نحو 500 مليون دينار نحو ربع مليون دولار مؤكدين ان مصممة ازياء القصور الرئاسية فريال الكليدار ستتولى تصميم أزياء المسرحية وان عناصر الديكور ستكون من القطع الأصلية التي سينفذها مصمم الديكور المعروف د. نجم عبد حيدر، وان الموسيقى والألحان سيضعها المؤلف وقائد الفرقة السيمفونية الوطنية العراقية محمد أمين عزت، لافتين الى أن "حمى" باتت تتوزع الممثلين والممثلات في العراق وهم يندفعون للاشتراك في المسرحية، على أمل الظفر بمكافآت مالية ضخمة تنتظرهم، و"جولات" الى خارج البلاد تبدو مضمونة، كما الحال مع فريق مسرحية "اكتب باسم ربك" التي شاهدها الرئيس صدام حسين وأثنى على فكرتها وأمر بتنظيم جولات فنية تؤمن عرضها في غير بلد عربي. ومع تأكيد المخرج عبدالحميد "نسعى جاهدين لأن نقدم المسرحية وفي شكل يتناسب وقيمة العمل الأدبي الأصلي" فإنه سيقرأ النص بما يتطابق مع اللحظة العراقية الراهنة في عرض مسرحي على مدى ساعتين. الممثلة سها سالم التي تقول انها هي التي ستلعب دور "زبيبة" لا تخفي سعادتها بالعودة الى الوقوف على خشبة المسرح مع هذا الدور "زبيبة هي انسانة بسيطة، ذكية بالفطرة، مسالمة ومحبة للخير، انها نموذج رائع للماجدة العراقية، مثلما هي رمز للشعب العظيم، وهذا العمل المسرحي سيضيف لي الكثير". الشاعر الفلسطيني أديب ناصر يشير الى أنه توخى في كتابته النص شعراً "ان يتعامل مع النص الأصلي بما يحفظ فيه منظومة الأحداث والأفكار بما قلّ ودل، ولهذا عندما كتبت النص حرصت على نقطتين: الأولى الحفاظ على الخط الدرامي لكي تصل قصة زبيبة والملك كما هي إذ لا ينبغي لي التصرف، والثانية هي نقل الأفكار والخبرات والوصايا والأحداث الأساسية". الممثل الشاب محمد هاشم سيلعب دور "الملك" ولو عرفنا أن الشخصية التي سيلعبها تحاكي بعض ما عند الرئيس صدام حسين من ملامح قوة وسلطة، لاتضح الوضع "المحرج" لهذا الممثل الذي يقول: "شخصية الملك تمثل رمز السلطة عبر مراحل متعددة من التاريخ وتجسد مضامين انسانية ووطنية عميقة. لذا فإنها شخصية صعبة وتحتاج الى جهد كبير، وأنا سعيد جداً بهذه الشخصية وما زاد من سعادتي هو عملي لأول مرة مع المخرج الكبير سامي عبدالحميد، فمن خبرته سأتعلم وأنا في بداية مشواري الفني".