} لندن، واشنطن - "الحياة" - وعدت الولاياتالمتحدة العالم بمرحلة جديدة من الأمان والسلام سينعم بها بعد انتهاء حربها ضد الارهاب، لكن أحداً لا يستطيع فهم جدوى تصنيع ستة آلاف طائرة خفية، متعددة المهمات، ستدخل الخدمة لدى القوات الأميركية والقوات الحليفة حول العالم، وبينها اسرائيل، خلال العقدين المقبلين. وكان الجدل حول مواصفات الطائرة الجديدة أثار كثيراً من التساؤلات منذ مطلع التسعينات في القرن العشرين، مع إعلان البنتاغون نيته بناء طائرة خفية من الجيل الخامس تملك القدرة على تنفيذ مهمات متعددة، وتستطيع ضمان التفوق الجوي في ساحة المعركة. لكن حسم هذا الخيار بعد تقلص عدد الشركات الأميركية المتنافسة إلى اثنتين، نتيجة عمليات الاندماج المتتابعة التي شهدتها الصناعات الحربية الأميركية، أتى لينهي التساؤلات وليعطي دفعة كبيرة لمجموعة "لوكهيد - مارتين"، التي سيكون لها حظ الاشراف على تنفيذ صفقة تعتبر الأكبر في تاريخ المشتريات الحربية. ويؤجج الانفاق العسكري عادة المشادات الحزبية بين الديموقراطيين والجمهوريين في الولاياتالمتحدة، لكن الاعلان عن الصفقة العملاقة لتزويد القوات الاميركية مقاتلة "الجيل الجديد"، جاء في ظروف خاصة، فيما يلتفت المشرّعون الأميركيون الى الحرب التي تشنها الولاياتالمتحدة الآن خارج حدودها، معتمدة فيها في شكل كبير على تفوقها في مجال سلاح الجو. وفازت شركة "لوكهيد - مارتين" بصفقة قيمتها 200 بليون دولار لتصنيع ثلاثة آلاف مقاتلة نفاثة من طراز "جي. اس. اف"، ذات قدرات متطورة في مجال تجنب الرادارات. وأكد البنتاغون، الذي يملك 82000 طائرة حربية أن المقاتلة الجديدة ستحل محل الطائرات القديمة التي ما زالت في الخدمة لدى سلاح الجو. وستحل الطائرة الجديدة محل طائرة "اف 16" وصائدة الدبابات "اي 10"، وطائرة "اف اي 18" التي تشكل العمود الفقري لسلاح الجو التابع للبحرية، وطائرة "هاريير اي في 8 بي" ذات الاقلاع العمودي المستخدمة لدى "المارينز". وفازت "لوكهيد - مارتين" بالصفقة بعد منافسة شديدة مع مجموعة "بوينغ" التي قدمت طرازاً آخر. لكن البنتاغون فضّل الابتكار الذي قدمته "لوكهيد"، لأن طائرة "جي. اي. اف" ستجمع ميزات طائرات عدة في طائرة واحدة، إذ أنها اضافة الى عدم إصدارها أي بصمة رادارية يمكن التقاطها، تتمتع بأداء متفوق وكلفة اقل للتصنيع نسبياً. وكانت وزارة الدفاع اعطت كلاً من "لوكهيد" و"بوينغ"660 مليون دولار، عام 1996، لتطوير نموذج اولي لطائرة جديدة تتميز بخصائص حددها البنتاغون: سرعة في الاقلاع، هبوط عمودي على ظهر حاملات طائرات، وتجنب الرادارات اضافة الى احدث معدات الحرب الالكترونية والملاحة في غرفة القيادة، في شكل يتناسب مع الحروب الحديثة. وقال وزير القوات الجوية جيم روش الذي اعلن الصفقة، ان الطائرة ستُعرف باسم "أف 35"، وأن كلفة الواحدة منها ستراوح 40 - 50 مليون دولار. ويتوقع أن تشتري الدول الحليفة ثلاثة آلاف طائرة إضافية مخصصة للتصدير. ويعتقد أن اسرائيل ستكون بين الدول التي ستحصل على طائرة التفوق الخفية، مما من شأنه أن يقلب التوازنات العسكرية في الشرق الأوسط. وسارعت بريطانيا إلى إعلان ابتهاجها بالصفقة الجديدة، التي ستدر عليها نحو 30 بليون دولار، وستؤمن 8500 وظيفة في الصناعات الدفاعية.