ما زال شبح جرثومة ال"انثراكس" التي تسبب مرض الجمرة الخبيثة يطارد المؤسسات الاميركية محولاً نظر المواطنين الاميركيين بعيداً عن العمليات العسكرية المستمرة في افغانستان. إذ لايكاد المعنيون ينتهون من حالة حتى يكتشف اثر جديد لمسحوق الجرثومة في إحدى المؤسسات التابعة للحكومة. واغلق أمس الجزء الجنوبي الغربي من مبنى هارت التابع لمجلس الشيوخ في واشنطن، وعزل تماماً بعد اكتشاف اثار ال"انثراكس" داخله، فيما ضرب شبح الجرثومة مقر البرلمان السويدي فأعلن اغلاقه، وانتقل الذعر إلى هولندا حيث تلقى مكتب رئيس الوزراء وثلاث وزارات رسائل تحتوي مسحوقاً أبيض. وتلقت "هيئة الإذاعة البريطانية" طرداً مشبوهاً، فيما أخلي المركز الرئيسي للبريد في باريس بعد اكتشاف رسالة تحتوي مادة مشبوهة. وعُثر الأسبوع الماضي في مبنى هارت على الجرثومة، في رسالة موجهة الى زعيم الغالبية الديموقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي توم داشل. وقال المحققون إن نوع ال"انثراكس" الموجود في تلك الرسالة عدلت بنيته الجينية، مما جعله من النوع الذي يستخدم كسلاح عسكري، لكن رئيس مكتب الأمن الداخلي نفى ذلك. وما زال المحققون الأميركيون يحاولون معرفة هل الاكتشاف الجديد هو من آثار الرسالة السابقة. ومنذ بدء أزمة "الجرثومة الخبيثة" سجلت 32 حالة تعرض لمسحوق الجمرة الخبيثة، أدت إلى 13 اصابة أكيدة بينها ثلاث وفيات. وما زال الخبراء يحاولون تحديد التركيبة الجينية للجرثومة، الأمر الذي يساعدهم في تحديد مصدرها. وقال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي روبرت ميلر أمس إنه لا يوجد بعد أي دليل يربط بين اعتداءات 11 أيلول سبتمبر وبين رسائل الجمرة الخبيثة. ولا تزال عواصم عديدة تتلقى انذارات بوجود الجرثومة. وفي ستوكهولم اغلق مبنى البرلمان السويدي واخلي جزئياً بسبب مخاوف من وجود جرثومة الجمرة الخبيثة، بعد العثور على رسالة مثيرة للشبهات في غرفة البريد. وأعلن مكتب رئيس الوزراء الهولندي بول نيروب راسموسن أنه تلقى رسالة احتوت مسحوقاً أبيض، وأرسلها الى السلطات المختصة.