"لا مجال للحياد" في الحرب على الإرهاب، وعلى الأممالمتحدة أن "ترسم خطاً واضحاً" من دون "نسبية أخلاقية" لتقرر الأمم "إما أنها مع الحضارة أو أنها مع الإرهاب". هذه كانت رسالة عمدة نيويورك رودي جولياني الذي خاطب الجمعية العامة أمس الاثنين قبيل تناول الدورة بند مكافحة الإرهاب، مسجلاً المرة الأولى منذ 1952 التي يخاطب فيها عمدة المدينة المضيفة مندوبي الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. ورحب الأمين العام كوفي أنان بجولياني قائلاً: "بيتنا هو بيتكم"، وهذه المدينة الفريدة "هي المدينة الكريمة والبطلة التي تستضيفنا". وخاطب جولياني الجمعية العامة مشدداً على طبيعة المدينة المتعددة الجنسيات واللغات، ولفت إلى أن ضحايا العمليات الإرهابية على برجي مركز التجارة العالمية أخذت بآلاف الأرواح "من 80 دولة" وتقدم بالتعزية لهذه الدول. وقال إن الهجوم كان أيضاً على "مبادئ الأممالمتحدة" التي ترتكز إلى "حقوق الفرد وكرامة الإنسان والتسامح والايمان". واعتبر التمسك بمبادئ "الديموقراطية والحرية والقانون" بين أفضل وسائل ردع الإرهاب على المدى البعيد، إنما "هذا ليس كافياً". وتابع: "علينا أن نتخذ الاجراءات وأن نتخذها معاً... وعلى الأممالمتحدة أن تحاسب أي دولة تدعم الإرهاب أو توافق على الإرهاب... وإلا فإن الأممالمتحدة تكون قد فشلت في تنفيذ مهماتها في حفظ السلام". وطالب جولياني أيضاً "بعزل" أي دولة "تبقى حيادية" في الحرب على الإرهاب. وقال: "هذا ليس وقت الدراسة وإصدار التعميمات الغامضة... فعلى بعد ميلين من هنا حيث نجتمع" تتكدس الجثث والدمار "فلا مجال للحياد" في الحرب على الإرهاب. وأضاف ان على الدول والأممالمتحدة أن تقرر "إما أنها مع الحضارة أو مع الإرهاب". وزاد: "تعالوا معي إلى آلاف المآتم في المدينة... واشرحوا للأطفال الذين انتُزع أهاليهم منهم". ودعا جولياني الحاضرين إلى "التعهد بالانتصار على الإرهاب". وقال: "على الأممالمتحدة أن ترسم خطاً واضحاً... ويجب وضع حد لحقبة النسبية الاخلاقية، فليست هناك وسيلة أخلاقية للتعاطف مع هذا العمل الشنيع واللاأخلاقي". ولفت جولياني إلى قرار مجلس الأمن 1373 الذي ألزم الدول باجراءات لمكافحة الإرهاب، وقال إنه "خطوة أولى جيدة جداً... والآن، الأمر عائد للدول الأعضاء لتفرض تنفيذه". وفيما دعا جولياني إلى "الوقوف في وجه الرعب والتخويف"، شدد على أن تنوّع الجنسيات والاصول الاثنية والأديان في العالم، خصوصاً في مدينة نيويورك "هو أقوى مصدر لقوتنا". وقال: "علينا ألا نسمح لهذا الإرهاب أن يفرّق صفوفنا". وشدد بالذات على ضرورة رفض مبدأ "اللوم الجماعي والكره الجماعي"، وبالذات نحو المسلمين والعرب الذين "هم جزء متساوٍ مع أجزاء حياتنا هنا في مدينة نيويورك". وقال: "هذا ليس نزاعاً بين الأديان أو المجموعات الاثنية". وتحدث عن "انتصار المحبة في الله على الكراهية، لكن النيات الحسنة وحدها ليست كافية للانتصار على الشر". وحض جولياني الأممالمتحدة والوفود المعتمدة لديها "على المضي بحياتنا". وتوجه إلى الذين أرادوا زيارة نيويورك من مختلف أنحاء العالم، قائلاً: "تعالوا الآن إلى مدينة نيويورك... تعالوا لتتخذوا موقفاً ضد الإرهاب". وقال: "دعونا لا نخاف. فالتحرر من الخوف مبدأ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان". وزاد: "علينا أن نقول: لن نستسلم للإرهاب... وان هذا ليس صراع الحضارات... إنه نزاع بين الجريمة والإنسانية ... والمسألة ليست مسألة انتقام وإنما مسألة العدالة من أجل السلام". واختتم بقوله: "نحن النيويوركيين لن نستسلم للرعب والإرهاب".