طالب الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان ب"الوضوح الاخلاقي" في رفض الارهاب، واشار الى تفهمه "الحاجة الى الدقة القانونية" في تعريف الارهاب قائلاً "اني أفهم وأقبل" بتلك الحاجة "ولكن دعوني أقول صراحة، ان هناك حاجة ايضاً الى الوضوح الاخلاقي. فلا مجال للقبول بأولئك الذين يسعون الى تبرير تعمدهم خطف أرواح المدنيين، مهما كانت الأسباب والشكاوى. واذا كان هناك مبدأ عالمي واحد يمكن لجميع الشعوب الاتفاق عليه، فإنه بالتأكيد هذا". وخاطب انان الجمعية العامة امس الاثنين لدى افتتاح مناقشة بند مكافحة الارهاب مشدداً على أهمية توصل الدول الاعضاء الى "معاهدة شاملة في شأن الارهاب الدولي"، خصوصاً بعد احداث 11 ايلول سبتمبر. وقال: "أفهم ان هناك مسائل معلقة منعت حتى الآن التوصل الى اتفاق على هذه المعاهدة. وبعض أصعب المسائل يتعلق بتعريف الارهاب". يذكر ان الخلاف على التعريف، خصوصاً لجهة التمييز بين الارهاب وبين حقوق الشعوب بالكفاح الشرعي ضد الاحتلال، يشكل نقطة رئيسية في الخلاف. وتتمسك الدول العربية بضرورة التمييز الواضح في التعريف وأشاد انان بمجلس الأمن لإصداره القرار 1373 الذي وضع خريطة مفصلة ملزمة للدول بما عليها اتخاذه من اجراءات مالية وقانونية واستخباراتية في اطار التعاون الدولي للقضاء على الارهاب. ودعا الدول الاعضاء في الجمعية العامة الى "بذل جهود اعظم لتبادل المعلومات حول الإجراءات العملية الفعالة والدروس في الحرب على الارهاب". وقال: "إن لهذا الاجتماع المهم للجمعية العامة دوراً حاسماً لتلعبه في بناء التضامن الانساني وتطوير استراتيجية شاملة لمكافحة الارهاب والقضاء عليه في عالمنا". وزاد ان على الجمعية العامة ان تلعب دوراً "ليس رمزياً فحسب، وانما عليها ان تبعث رسالة عن بدء تغييرات فورية وعملية وبعيدة الأفق في اجراءات وعمل هذه المنظمة الدولية واعضائها ضد الارهاب". وشدد انان على موقع الاممالمتحدة "المميز في خدمة التحالف الدولي كمنبر" وكذلك "من اجل تطوير الخطوات التي يجب على الحكومات الآن اتخاذها - فرادى وجماعات - لمحاربة الارهاب على مستوى عالمي". وقال: "اننا في صراع اخلاقي لمحاربة الشر الذي تحرمه جميع الأديان. وعلى كل دولة وشعب ان يلعب دوراً. فهذا هجوم على الانسانية، وعلى الانسانية ان ترد عليه موحدة". وفي اطار الحض على تطوير استراتيجية واضحة بعيدة المدى "لضمان الشرعية العالمية لهذا النضال أمامنا"، حض انان الدول على توقيع ال12 معاهدة دولية في شأن الارهاب والمصادقة عليها. وقال للدول "أمامكم أجندة واضحة" تبدأ بتوقيع المعاهدات والمصادقة عليها "فوراً بلا أي تأخير". وأشار أنان الى "ان الخطر الفوري الاعظم يبرز الآن من مجموعات غير حكومية - وحتى أفراد - تحصل على الاسلحة النووية أو البيولوجية أو الكيماوية وتستخدمها". وقال: "يمكن استخدام هذا السلاح بلا حاجة الى الصواريخ أو الى اي نظام متفوق". ودعا الى تشديد العزم على منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، عبر التحقق والتعاون وعبر القوانين المحلية و"تجريم محاولة الحصول على هذه الاسلحة" من جانب مجموعات غير حكومية. ولفت انان الى ان ضحايا الإرهاب، ليسوا أولئك الذين ذهبوا ضحية مباشرة فحسب، وانما الشعوب التي أصابها، وشدد على ضرورة تقديم المساعدة الانسانية لشعب افغانستان. ودعا الى القضاء على الفقر والمرض والجهل والعنصرية، والتمسك بالتسامح والاحترام المتبادل وحقوق الانسان والإصرار على "استعادة الثقة" بين الشعوب والحضارات. وقال: "هذا هو التحدي امامنا فيما نعمل على القضاء على شر الارهاب".