أكدت الولاياتالمتحدة "التزام العمل" من أجل تحقيق السلام الشامل في الشرق الاوسط استنادا الى قراري مجلس الامن 242 و338، وذلك في أول موقف من نوعه منذ اعلان واشنطن حربها على الارهاب. وقالت مصادر رسمية ان وزير الخارجية السوري فاروق الشرع تسلم امس "رسالة خطية" من نظيره الاميركي كولن باول تضمنت استعداد واشنطن "العمل مع سورية في كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في العالم" وذلك لمناسبة انتخاب سورية عضوا غير دائم في مجلس الامن بغالبية 160 صوتاً من أصل 177 دولة شاركت في التصويت. ولم تعلن المصادر عن كيفية تسلم الشرع هذه الرسالة، لكنها نقلت عن باول تأكيده فيها "التزام الولاياتالمتحدة العمل من اجل تحقيق السلام الشامل في المنطقة استناداً إلى قراري مجلس الامن 242 و338 ومرجعية مدريد، وتطلعها الى جهود سورية البناءة في المنطقة من اجل احياء محادثات السلام" السورية - الاسرائيلية المجمدة منذ مطلع العام الماضي. وجاء الموقف الاميركي بعد ايام من انتقاد الشرع عدم التزام واشنطن الضمانات الخطية التي قدمت الى الدول العربية وسورية قبل حرب الخليج الثانية لتحقيق السلام في الشرق الاوسط، وبعدما اعلنت دمشق عدم الارتياح لعدم وضوح الموقف الاميركي اثر اعلان الرئيس جورج بوش ان "اقامة الدولة الفلسطينية جزء من الرؤية الاميركية" وعدم إشارته مطلقاً إلى المسار التفاوضي السوري - الاسرائيلي، لكن مسؤولين سوريين بدأوا أخيراً بالتركيز على الاستعداد لاستئناف المفاوضات التي توقفت نهائياً بعد قمة الرئيس الراحل حافظ الأسد والرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون في آذار مارس الماضي في جنيف، بسبب عدم التزام رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود باراك الانسحاب الكامل من الجولان السوري المحتل العام 1967. وقالت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" إن جهوداً عربية وأوروبية بذلت مع واشنطن كي تعطي "اشارات ومواقف ايجابية تجاه احياء المفاوضات السورية" في اطار الحرب الاميركية على الارهاب، علماً ان دمشق لم تؤيد او تعارض الغارات الاميركية على افغانستان، لكنها شددت على وجوب عدم تعريض المدنيين للقصف وعدم مساس الحدود الافغانية. في الاطار ذاته، تلقى امس الرئيس بشار الاسد اتصالاً هاتفياً من العاهل الاردني الملك عبدالله بن الحسين تناول "الاوضاع الراهنة عربياً ودولياً" ذلك بعد ايام على الزيارة التي بادر بها الاسد لعمان.