اتخذت الحكومة الإسرائيلية إجراءات إنتقامية لمقتل وزير السياحة رحبعام زئيفي، فبادرت الى اغتيال ثلاثة فلسطينيين من حركة "فتح" بقصف صاروخي استهدف سيارتهم قرب بيت لحم، ومن بينهم عاطف عبيات الذي تلاحقه اسرائيل بتهمة قتل مستوطنة. كذلك أعاد الجيش الاسرائيلي احتلال أجزاء من محافظتي جنين ورام الله ومدينة البيرة وفرض عليها حظراً للتجول. وأسفرت عملية الاجتياح عن استشهاد طفلة نتيجة قصف مدرستها في جنين، كما أدت الى استشهاد مقاتليْن فلسطينيين أثناء صدّ تقدم الدبابات الاسرائيلية باتجاه مقر الرئيس ياسر عرفات في رام الله، خصوصاً بعد تمركزها في شارع "الارسال" حيث مقر وزارات التخطيط والتعاون الدولي، والاعلام، والشؤون البرلمانية، والرياضة والشباب. وبذلك يكون الجيش بدأ بتنفيذ قرارات "المجلس الأمني المصغر" الذي أقرّ بالاجماع مواصلة عمليات الاغتيالات وتكثيفها، بما في ذلك المسّ بشخصيات رفيعة المستوى في المنظمات الفلسطينية والتي لم تعتبر حتى اليوم هدفا للاغتيال، وتشديد الحصار والاغلاق المفروض على الاراضي الفلسطينية والسماح للجيش بالدخول الى المناطق أ، اي مناطق السلطة الفلسطينية، وخوض حرب لا هوادة فيها ضد "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين". ولم تكتف اسرائيل بالرد العسكري، بل بادرت الى إطلاق حملة إعلامية لتشبيه السلطة الفلسطينية ب"طالبان"، بدأها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عندما قال لوزير الخارجية الاميركي كولن باول في مكالمة هاتفية مساء اول من امس: "اذا ادعيتم انه عرفات ليس اسامة بن لادن، اذاً وافقوا على انه طالبان بالنسبة الينا. عرفات يرعى الارهاب مثل طالبان واكثر من ذلك". ووجهت الحكومة الاسرائيلية إنذارا الى السلطة الفلسطينية طالبتها فيه بتسليمها منفذي عملية الاغتيال وفق قائمة تتضمن عشرة أسماء، كما طالبتها باعتبار التنظيمات الفلسطينية كافة "خارجة عن القانون"، والا فستعتبرها "كياناً يرعى الارهاب" وستحاربها. ورفضت السلطة الفلسطينية هذا الانذار، وكشفت وجود مخطط اسرائيلي لاغتيال عرفات وقيادات فلسطينية، داعية الولاياتالمتحدة الى التدخل. ورغم اشارتها الى عدم وجود اتفاقات مع اسرائيل لتسليم مطلوبين، أبدت استعداداً لتسلم معلومات تساعدها في متابعة الأمر ميدانيا في إطار التعاون الامني. وفي وقت لاحق، قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى لوكالة "فرانس برس" ان السلطة تعتبر "كتائب ابو علي مصطفى" الجناح العسكري للجبهة الشعبية "مجموعة خارجة عن القانون واعضاءها ملاحقون من جانب الاجهزة الامنية الفلسطينية"، مشيراً الى "اعتقال 8 من القيادات العليا من الجبهة الشعبية في غزة وثلاثة آخرين من رام الله بينهم الناطق باسم الجبهة علي جرادات". وفي اطار الرد الفلسطيني على اغتيال الفلسطينيين الثلاثة، اطلق مسلحون النار مساء على حي "غيلو" الاستيطاني في القدسالشرقية انطلاقاً من الطريق الدائري لبيت لحم في الضفة الغربية. بلير وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير لصحافيين عرب في مقر رئاسة الحكومة في 10 داونينغ ستريت، أمس، ان اهتمام بلاده بقضية الشرق الأوسط ليس شيئاً جديداً. وقال ان رسالته للعرب والمسلمين هي "ان اهتمامنا بالقضية الفلسطينية ليس مفاجئاً، بل هو اهتمام دائم. وما حصل في 11 ايلول سبتمبر زادنا إصراراً وتصميماً على اجتثاث اسباب التوتر والخلاف في العالم". وشدد على ان اهتمام بلاده حالياً بالقضية الفلسطينية ليس وليد رغبة آنية في الحفاظ على تحالف دولي لمكافحة الإرهاب. وأشار، في هذا الصدد، الى ان "خطة ميتشل" و"اقتراحات تينيت" كانت "جزءاً من محاولتنا ايجاد حل لقضية الشرق الأوسط". واشار الى انه التقى الرئيس ياسر عرفات أكثر مما التقى أي رئيس دولة آخر.