أطلقت الشرطة الفلسطينية امس 50 معتقلاً من سجونها، كانت اعتقلتهم في الاحداث الأخيرة التي شهدتها غزة الاثنين الماضي، واسفرت عن مقتل متظاهرين واصابة 96 آخرين، احدهم في حال موت سريري. وجاءت عملية الافراج عنهم في اعقاب الجهود والاتصالات التي اجرتها لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية - التي تقود الانتفاضة - مع السلطة الوطنية، وذلك لتطويق ذيول الاحداث المأسوية. وقال رئيس لجنة المتابعة، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي ابراهيم أبو النجا ل"الحياة" ان مدير الشرطة اللواء غازي الجبالي اطلق 50 مواطناً كانت الشرطة اعتقلتهم في الاحداث. وكانت لجنة المتابعة عقدت اجتماعاً لها امس في مقر المجلس التشريعي في مدينة غزة، اتفق خلاله المجتمعون الذين يمثلون 12 فصيلاً فلسطينياً على صيغة اقتراح سيتم تقديمه الى الرئيس ياسر عرفات حال عودته الى الأراضي الفلسطينية. ويقضي الاقتراح بتشكيل لجنة تحقيق تضم ممثلين عن السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، وآخرين عن لجنة المتابعة، اضافة الى شخصيات وطنية مشهود لها بالنزاهة والاستقامة، بهدف التحقيق في ملابسات الاحداث وتحديد المسؤوليات بوضوح. توغل اسرائيلي وتوغل الجيش الاسرائيلي مئات الأمتار أمس في منطقة القرارة قرب مفرق المطاحن القريب من مستوطنة "غوش قطيف"، وقام بعملية تجريف واسعة للاراضي الزراعية لليوم الثالث على التوالي. ويأتي هذا التوغل في وقت شهد قطاع غزة هدوءاً تاماً، ولم يسجل وقوع أي أحداث تذكر في محافظات القطاع الخمس. وذهب الطلاب الى مدارسهم بعد انقطاع عن الدراسة لمدة يوم واحد أول من امس بقرار من وزارة التربية والتعليم. وظلت جامعتا الازهر والاسلامية مغلقتين امس حتى اشعار آخر منعاً لوقوع مزيد من الاحداث والصدامات بين الطلبة ورجال الشرطة. الجبالي الى ذلك، نفى الجبالي امس ما تردد في قطاع غزة امس، عن اقالته من جانب الرئيس عرفات، في ضوء تحميله مسؤولية وقوع قتلى الاثنين. وقال في بيان وزعه على مديري الشرطة العامين: "منذ امس الثلثاء وحتى اليوم أمس الاربعاء واذاعة اسرائيلية تردد انباء عن تغيير مدير الشرطة اللواء الجبالي"، مشيراً الى ان "هذا خبر غير صحيح وعار عن الصحة، ولا يستحق الاستماع له".