اتسعت التظاهرات وردود الفعل الغاضبة في الأوساط الشعبية المصرية تجاه الهجمات الاميركية على افغانستان. وشهدت جامعات مصر أمس تظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف من الطلاب، الذين تمكنوا على رغم الحصار الأمني من الخروج الى بعض الشوارع. ودان الطلاب "الاعتداءات الوحشية الاميركية على افغانستان من دون أي سبب أو دليل". وبدأت التظاهرات في الصباح، وحاول الطلاب في جامعة المنوفية الخروج الى شوارع المدينة لكن قوات الأمن تصدت لهم فطافوا ارجاء الجامعة مرددين هتافات منها: "يا أميركا يا بريطانيا ارض المسلم دايماً غالية"، و"جورج بوش يا مغرور، بكره الحرب عليك حدور"، و"يا اميركا كفايا حشود، دا الاسلام حيسود حيسود"، و"اعلنوها صليبية والاسلام هو الضحية". وعقد الطلاب مؤتمراً حاشداً اجروا خلاله اتصالاً هاتفياً بالدكتور يوسف القرضاوي، الذي ألقى كلمة عبر الهاتف قال فيها: "إن الارهاب صناعة أميركية وما يحدث الآن حرب صليبية جديدة على الاسلام"، وأكد أن "الصمت تجاه ما يحدث للمسلمين خيانة، وجريمة في حق الانسانية". وأحرق الطلاب العلم الاميركي ودمية للرئيس جورج بوش وأدوا صلاة الغائب على أرواح الشهداء. وطالبوا بأن تتخلى الدول العربية والاسلامية عن حال الصمت تجاه ما يحدث في افغانستان، وأن ترفض استخدام اراضيها او مجالها الجوي او مياهها الاقليمية في ضرب افغانستان، وشددوا على تفعيل مقاطعة البضائع الاميركية والبريطانية. وتكرر المشهد في غالبية الجامعات المصرية، وشارك طلاب جامعة الازهر في التظاهرات مساء أول من أمس وصباح أمس داخل مقر المدينة الجامعية، واحرقوا العلم الاميركي. وفي جامعة القاهرة حاول الطلاب الخروج الى الشوارع لكن الشرطة تصدت لهم ومنعتهم، وحالت دون وصولهم الى مقر السفارة الاسرائيلية، فاحرقوا دمية تمثل بوش. وعقد طلاب جامعة الاسكندرية مؤتمراً حاشداً طالبوا فيه الدول العربية والاسلامية بمساندة افغانستان والتخلي عن مساندة الموقف الاميركي. وامتدت التظاهرات بعد ظهر أمس لتشمل جامعة أسيوط في الصعيد. وأعربت قطاعات أهلية عن احتجاجها على الهجمات الاميركية واصدرت نقابة الاطباء بياناً دان "العدوان الأميركي الغاشم" و"ما تقوم به اميركا من استفزاز لمشاعر العالم باتباعها سياسة الكيل بمكيالين في العلاقات الدولية، وصمتها المطبق عما تفعله اسرائيل". وأصدرت جماعة المحامين الاسلاميين بياناً جاء فيه: "ما فتئ الغرب وعلى رأسه الولاياتالمتحدة يلقننا دروساً في العدالة والديموقراطية، وان المتهم بريء حتى تثبت إدانته، وأنه لا يجوز الاعتداء على المدنيين، لكن الأمر اختلف ما أن وقعت الاعتداءات على واشنطن ونيويورك وعجزت الاستخبارات الاميركية عن تحديد منفذيها". ورأى ان "الادارة الأميركية اختارت الهدف الأسهل والطريق الأقصر، ووقع الاختيار على أفقر شعب في العالم ضاربة عرض الحائط بكل مبادئ الديموقراطية والعدالة".