تحول الفريق الكروي لنادي الانصار الصاعد حديثاً للدوري الممتاز في السعودية الى "بعبع" لكل الفرق الممتازة وخصوصاً الكبيرة منها. وتعجب الكثيرون نهاية الموسم الماضي بعد صعود الانصار الى الدوري الممتاز عندما قال رئيس النادي المهندس مصطفى بلول في تصريحات صحافية: "لن يهبط الفريق مرة اخرى للدرجة الاولى، بل انه سينافس على المراتب المتقدمة في دوري الاقوياء". وبدأت تصريحات رئيس النادي تتحول بداية الموسم الرياضي الى حقائق عندما تأهل الفريق الى الدور نصف النهائي من كأس الأمير فيصل بن فهد كأس الاتحاد سابقاً قبل ان يخرجه الاهلي الذي فاز في ما بعد بكأس المسابقة، لكن الغريب هو ان الانصار ابعد الهلال، وهو اكثر الاندية السعودية القاباً، عن الدور نصف النهائي للمسابقة عندما هزمه ذهاباً بهدف واياباً بثلاثة لاثنين. ولم يكتفِ الانصار بالتأهل للدور نصف النهائي لكأس الاتحاد السعودي بل ذهب بعيداً في كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم، فعادل الهلال على ارض الاخير من دون اهداف، ثم تغلب على الاتفاق في المدينةالمنورة "معقل الانصار" والحق به الاهلي بأربعة اهداف تاريخية كون الاخير يعد من اعرق الاندية السعودية مقارنة بالانصار الصاعد حديثاً الى الممتاز. والمتتبع لخط سير الفريق يرى مبدئياً انه سيواصل تقديمه العروض المميزة المقرونة بالنتائج كون الاجواء صحية للغاية داخل اروقته. فالنادى وان كان يعد من "ذوي الدخول المحددة" الا ان ذكاء مسيريه وخصوصاً رئيس النادي مصطفى بلول جعلته يستفيد ايما استفادة من المقر النموذجي الذي انشأته له الرئاسة العامة لرعاية الشباب مثله مثل "بعض الاندية" فأسس بطاقات عضوية في مقابل رسوم مادية ساعدت خزينة النادي في جلب بعض اللاعبين المنسقين من اندية اخرى امثال عبدالله هزازي وحمزة صالح اللذين كانا يلعبان للاهلي سابقاً وبالتالي تدعيم خريطة الفريق لجهة النسق الفني والعناصري، يضاف الى ذلك نجاح ادارة النادي بأمتياز في التعاقد مع السنغالي مامادو علي وهو هداف الفريق في المسابقة وسجل حتى الآن 5 اهداف، واخيراً البرازيلي برانكو القادم من كاظمة الكويتي. لكن العلامة الفارقة في مسيرة الفريق في الدوري الممتاز هو المدرب البرازيلي روبرتو كارلوس الذي استدعى اخيراً من قبل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم للانضمام الى الكادر التدريبي لمنتخب شباب البرازيل، فالمدرب إضافة لمعرفته البسيطة باللغة العربية والتي يعتمد عليها في الشرح للاعبين فهو يملك حصيلة ثرية للغاية بالكرة السعودية بعدما درب لفترة محترمة فريق الطائي وبعده فريق الشباب الذي حقق معه كأس الاندية العربية التي اقيمت في القاهرة في ضيافة الاهلي المصري... وكان الشباب حينها اول فريق عربي يخرج الاهلي من بطولة تقام على ارضه وبين جماهيره. وبنتائجه الجيدة في الدوري حتى الآن أكد الانصار ان كرة القدم ليست اموالاً فقط وان كانت الاخيرة مهمة للغاية، بل ان الرغبة في الفوز والتجانس بين الادارة واللاعبين والجهاز الفني هي التي تحقق في النهاية النتائج المبهرة. اللافت في موضوع نادي الانصار انه حتى سنوات قليلة ماضية كان يتعقب تحركات جاره العريق "أُحُد"، لكن قدوم رئيسه مصطفى بلول غيّر النظرة وبدأ إنشاء جيل رياضي في المدينةالمنورة يميل للانصار لذلك تجد غالبية مشجعي النادي من الشباب وصغار السن بينما تجد مشجعي أُحُد من كبار السن بعدما تحول صغارهم لتشجيع الانصار. ونجحت ادارة النادي في الرقي فوق التنافس المحلي مع احد لما هو ابعد وكانت النتائج ذهبية، ففي الوقت الذي انحدر احد للدرجة الثانية، ينافس الانصار حالياً على قمة الرياضية في السعودية. ولم يقتصر تنافس قطبي المدينة على كرة القدم والذي حسمه الانصار بل ان الانصاريين نجحوا في اضافة اللعبة الشعبية في المدينة وهي كرة السلة الى احتكارهم بعدما عانت سلة احد جملة مشكلات وهي التي كانت تملك سجلاً يصعب على الاخرين الاقتراب منه في السلة السعودية. ويستعد نادي الانصار لتنظيم البطولة العربية لكرة السلة بعد شهرين، وسيحقق منها بلا جدال ارباحاً طائلة كون جماهير المدينةالمنورة "تتنفس سلة".