تقترب شمس الكرة البرازيلية التدريبية في السعودية من الغروب بعد اكثر من ثلاثة عقود شهدت سيطرة تدريبية على الاندية والمنتخبات السعودية. وتكاد تكون السعودية على الصعيدين "الاندياتي" و"المنتخباتي" اكثر اندية ومنتخبات في العالم استعانة بالبرازيليين تدريباً ان استبعدنا بعض دول اميركا الجنوبية الاقل قوة كروية... والبرتغال في اوروبا لجهة الروابط القوية بين الاخيرة والبرازيل عموماً. ولم ينجُ من الاحتكار التدريبي البرازيلي في السعودية الا ناد وحيد هو الاتحاد الذي كون لنفسه نسيجاً خاصاً فظل طوال سنوات التفوق التدريبي البرازيلي في السعودية يعهد لاوروبيين تدريب فريقه على رغم اختراق ضعيف بدأ مع شيزينهو ومروراً بكامبوس ولكن هذا الاختراق لم يستمر طويلاً. وتضم لائحة مدربي المنتخب السعودي اشهر الاسماء: البرازيلي بدءاً من كارلوس البرتو بريرا صاحب التجربتين مع المنتخب، وكذا العجوز ماريو زاجالو اضافة الى كندينو الذي عمل العام الماضي مستشاراً فنياً لمنتخب البرازيل، ومانيللي وغيرهم من الاسماء اللامعة تدريبياً قبل ان يبدأ قبل عامين رحلة العودة الى المدرسة الاوروبية التي انطلقت معه قبل ثلاثة عقود مع الانكليزي جيمي هيل، وعادت قبل عامين مع الالماني الذي لا يشاهد المباريات الا وهو يعض على لسانه اتو بفيستر واخيراً مع التشيخي ميلان ماتشالا. وتعود هجرة الاندية السعودية الكبيرة عن البرازيليين لتغير طرائق اللعب الحديثة وهو ما تراه الاندية يميل لمصلحة الاوروبيين. على ان السعودية بأنديتها ومنتخباتها استقطبت الاشهر على الاطلاق في البرازيل، فيكفي ان اهلي جدة استقطب وحده من 1977 الى 1990 ثلاثة مدربين برازيليين كانوا على رأس الجهاز التدريبي لمنتخب البرازيل او التحقوا به بعد تدريبهم الاهلي مباشرة. وبدأ الاهلي اواخر السبعينات بالبرازيلي الشهير ديدي الملقب ب"الحية الرقطاء" الذي حقق نقلة نوعية تدريبية في السعودية ولم يكتف الفريق بذلك بل استعان بعده في مطلع الثمانينات بأفضل مدرب في العالم لم يلعب الكرة في حياته هو تيلي سانتانا، واهدى الاهلي مدربه البرازيلي الذي كان يرفع شعار "الدفاع حتى الموت" سبستياو لاتزرواني لمنتخب البرازيل الذي كان من دون مدرب قبيل نهائيات كأس العالم في ايطاليا 1990. وجاء البرازيلي وبكى امام ادارة الاهلي آنذاك كون فرصة تدريب منتخب بلاده لا تأتي الا مرة في العمر فاطلقت ادارة النادي سراحه ليخيب آمال البرازيليين في النهائيات. وبعدما استغنت غالبية الاندية السعودية عن مدربيها البرازيليين واتجهت الى المدرسة الاوروبية خصوصاً الشرقية منها بقي الاهلي الوحيد مخلصاً للمدرسة البرازيلية، لكنه اتجه وتحت ضغوط الجماهير وضغوط الفشل في النهائيات الى المدرسة الارجنتينية التي لم تكن افضل حالاً من جارتها البرازيلية... ثم اتجه اخيراً الى الاوروبية وحقق مدربه اليوغسلافي لوكا اولى بطولات الفريق منذ سنوات في اقل من اسبوعين. ولم يكن الاهلي وحيداً في المجال. فهناك الشباب الذي دربه ديدي وعمل فيه فاندرلي لوكسمبورغو مدرباً لدرجة الشباب ثم مساعداً لمدرب الفريق الاول اضافة الى الرحالة كامبوس الذي حقق مع الفريق مطلع التسعينات اول بطولة لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين في مسماها الجديد ثم حقق لوري ساندري بعض البطولات المحلية والاقليمية والعربية. واستمر الناديان لفترة اطول من غيرهما في الاصرار على المدرسة البرازيلية والخروج على القاعدة مثل بيتر شتوب الالماني ومحمود الجوهري للاهلي ولويس فرنانديز الفرنسي وافيكا الفرنسي للشباب اخيراً. وما ينطبق على الاهلي والشباب ينطبق مثلاً على النصر الذي دربه البرازيلي زاجالوا، ودربه ايضاً سيزار لويس كاربجياني الذي كان مدرباً لمنتخب البارغواي في كأس العالم الاخيرة، وجويل سانتانا وفورميقا وغيرهم من البرازيليين . ويحسب للنصر انه من اوائل الاندية السعودية بعد الاتحاد استعانة بالاوروبيين الممتازين والمميزين وفي مقدمهم الايرلندي الشهير بيللي بينغهام والفرنسي هنري ميشيال الذي ذهب بعد النصر لتدريب منتخب المغرب ومن بعده الامارات واليوغسلافي ميلان زيفادينوفيتش الذي يدرب العراق حالياً، ومدرب بلغاريا في كأس العالم 1994 بينيف وآرثر جورج البرتغالي الذي صنع امجاد باريس سان جيرمان الفرنسي مطلع التسعينات وغيرهم. ولا يختلف الهلال كثيراً عن الاوائل فهو من جلب اوسكار احد ابرز مدافعي البرازيل وسجل معه نجاحات عالية ابرزها كأس الاندية العربية والسوبر الآسيوي الاول. ويضاف الى اوسكار مواطنه كندينو الذي يضرب بعناده المثل دونما نفي نجاحات الرجل مع الفريق، ولوري ساندري الذي درب الشباب ايضاً وقبلهم زاجالو قبل ان يتحول الهلال كلية نحو المدرسة الاوروبية وانتداب عدد من الاسماء الاوروبية اللامعة مثل اليوغسلافي يوزتش والهولندي المتجهم هانجيم والروماني يوردانسكو الملقب بالجنرال واخيرا مع "صائد البطولات" ايلي بالاتشي. بيد ان الاندية الاخرى في السعودية سجلت هي الاخرى نجاحات مع البرازيليين مثل زوماريو مع الرياض الذي حقق مع البرازيلي القصير ما لم يحققه في تاريخه وفورميقا مع الاتفاق وروبرتو كارلوس مع الطائي في البداية ومع الانصار الآن.