حقق المخرج الايطالي الكبير ايتوري سكولا، قبل نحو عشرين عاماً، واحداً من الأفلام الأكثر قسوة ووضوحاً في ادانتها للفاشية، في "يوم خاص" الذي تقاسم بطولته صوفيا لورين ومارتشيلو ماستروياني. في ذلك الفيلم قدم سكولا صورة لصعود الفاشية من خلال تصويره شخصيتين هامشيتين في المفهوم الفاشي: شخصية الشاذ وشخصية المرأة. وهو رسم بينهما علاقة مقاومة، واعية بالنسبة الى الرجل، وغير واعية بالنسبة الى المرأة. اليوم، وبعد غياب عقدين عن الموضوع، يعود سكولا من جديد اليه، ولكن هذه المرة في فيلم ايطالي - فرنسي مشترك. ولئن كان في المرة الأولى موضع الحكاية عند بداية صعود الفاشية، أيام ازدهار موسوليني، فإنه هذه المرة يموضعها عشية الحرب العالمية الثانية مباشرة. ولأن في الفيلم طرفاً فرنسياً منتجاً، كان من "المنطقي" لسكولا ان يدخل المسألة اليهودية في موضوعه. وهكذا تقوم المواجهة هنا بين عائلتين احداهما يهودية والثانية كاثوليكية، تعملان معاً في صناعة الثياب. في البداية يكون بينهما تنافس كبير وصراع مهني وديني. ولكن حين يتطور الصراع وتدخل الفاشية على الخط، يحل التآخي محل الصراع، ويتصدى أفراد العائلتين معاً، في تواطؤ ضمني، لتلك الآفة المنهالة عليهما معاً. يقوم ببطولة الفيلم الذي يعرض قريباً وعنوانه "المنافسة" عدد من الممثلين الايطاليين، بينما يستضيف ثلاثة من نجوم السينما الفرنسية هم جيرار ديبارديو وكلود ريش وجان كلود بريالي، علماً أن ديبارديو يؤدي في الفيلم دور أستاذ ثانوي معاد للفاشية، يعمل على اصلاح ذات البين بين العائلتين.