منعت السعودية امس دخول او خروج الحيوانات من منطقة جازان والمنطقة الجنوبية من السعودية كإجراء احترازي. وتكثفت اخيراً عمليات الرش بالمبيدات للمناطق المصابة في جازان والمناطق القريبة منها اضافة الى تحصين الحيوانات السليمة التي لم ينتقل اليها المرض. ووفقاً لمجلس الوزراء السعودي الذي انعقد امس في الرياض برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، عبر العاهل السعودي عن ارتياحه الى ما سمعه من الوزراء المختصين بموضوع فيروس "حمى الوادي المتصدع" وهم وزراء الزراعة والمياه عبدالله بن معمر ووزير الصحة اسامة شبكشي ووزير الشؤون البلدية والقروية محمد الجارالله بعد تقريرهم المرفوع لمجلس الوزراء. وطالب الملك فهد الوزراء المعنيين ببذل مزيد من الجهود والحرص على صحة المواطنين، مشدداً على سرعة تطويق المرض وسرعة القضاء عليه. الى ذلك، لم يصدر تأكيد أو نفي رسمي للنبأ الذي بثته وكالة الانباء الفرنسية، امس، وأشار الى ان السعودية اغلقت منافذها الحدودية مع اليمن لمنع انتشار مرض "حمى الوادي المتصدع". لكن السفير اليمني في السعودية محمد الكباب نفى علمه بهذا الإجراء. ويبدأ وفد من منظمة الصحة العالمية غداً الاربعاء زيارة للمنطقة المصابة ب"حمى الوادي المتصدع" قادماً من اليمن، وسيطلع على الاساليب المتبعة للقضاء على الفيروس، قبل ان يقدم توصياته لوزارة الصحة السعودية. ووفد منظمة الصحة هو الثاني الذي يزور المنطقة بعد الفريق الجنوب افريقي الذي يترأسه البروفيسور سوان بول المختص في الفيروسات. في غضون ذلك يسعى السودان إلى رفع الحظر الذي فرضته السعودية والإمارات والأردن والبحرين على صادراته من الثروة الحيوانية تحوطاً من مرض "حمى الوادي المتصدع" الذي أودى بحياة مواطنين في السعودية واليمن، واعتبر الحظر مضراً باقتصاده. وقال وزير الثروة الحيوانية عبدالله سيد أحمد إنه سيجري محادثات مع وفد سعودي يزور البلاد للمشاركة في الاحتفال بيوم الزراعة العربية، في إمكان رفع الحظر. واعتبر في تصريحات للصحافيين أمس ان القرارات التي اتخذتها السلطات السعودية وقائية للحفاظ على أرواح مواطنيها كما حدث في العام 1997، مؤكداً أن أبواب السودان مفتوحة للكشف عن تلك الأمراض، وان وزارته مستعدة لتطعيم الحيوانات المصدرة إذا طلب تالدول المستوردة ذلك. وأشار إلى أن آخر تقرير عن المرض في السودان صدر في العام 1973 عن منظمة الأوبئة الفرنسية الدولية التي أثبتت خلو السودان من المرض. ويتأثر السودان سلباً بوقف تصدير الماشية إلى الدول العربية، خصوصاً أنه يصدر 3 ملايين رأس من الضأن المذبوح والحي سنوياً 18 في المئة من عائدات الصادرات. وقال المدير العام للشؤون الصحية في منطقة جازان الدكتور عبدالرحيم عقيل ل"الحياة" ان 20 طائرة للرش استأجرتها وزارة الصحة السعودية بدأت عملها امس، متوقعاً ان يتم تطويق الفيروس خلال أسابيع قليلة. وبدأت وزارة الزراعة امس تلقي طلبات للاطباء البيطريين للعمل في جازان ضمن فريقها الخاص بمكافحة مرض "حمى الوادي المتصدع" بعقود شهرية. وتواصل منطقة جازان عودة تدريجية الى الحال الطبيعية، بعدما اكتملت عودة غالبية الطلاب الى مدارسهم وعودة المواطنين لممارسة نشاطاتهم المعتادة بما فيها الترفيه وممارسة الرياضة. ويقتصر الحظر التجاري في جازان على بيع اللحوم من جانب المطاعم والمطابخ، علماً بأن معظم الاكلات الشعبية يعتمد على اللحم، مما زاد الاقبال بكثافة عالية على الاسماك خصوصاً ان المنطقة تطل على البحر الأحمر. واستغل الصيادون المحليون الموسم فرفعوا سعر كيلو "ضيراك" وهو السمك المشهور في المنطقة من 20 الى 50 ريالاً. وعلى رغم الضجة الاعلامية الراهنة حول المدينة الا ان كثيراً من رعاة الحيوانات، خصوصاً الخرفان والتيوس يجوبون الضواحي القريبة من جازان لرعي مواشيهم من دون خوف. ويشير عدد ممن التقتهم "الحياة" الى ان توطن الملاريا في المنطقة واعتيادهم عليها جعل الخوف من الفيروس الجديد أقل ضراوة من الأيام الأولى، خصوصاً بعدما تبين ان معظم الوفيات والإصابات لم يكن من مدينة جازان بل من الضواحي القريبة مثل العارضة وأبي عريش وبيش وصامطة.