جددت الولاياتالمتحدة دعوتها إلى محاكمة الرئيس صدام حسين لارتكابه جرائم ضد الإنسانية من خلال محكمة جزائية دولية. وقال السفير ديفيد شيفير، المسؤول عن قضايا جرائم الحرب في وزارة الخارجية الأميركية ل"الحياة" إن الهدف الأساسي هو "إحالة صدام وقادة النظام العراقي على المحكمة لادانتهم بجرائم الحرب من جانب محكمة جزائية دولية". وأضاف انه في حال ثبت ان إقامة هذه المحكمة أو حتى انشاء لجنة من الخبراء أمراً مستعصياً لأسباب سياسية، تبقى هناك فرص في المحاكم الوطنية للتحقيق وإدانة القيادة العراقية. وزاد ان الولاياتالمتحدة "ملتزمة متابعة تحقيق العدالة ومحاسبة نظام صدام على جرائمه في العراق". وأقر شيفير بأن عدداً من أعضاء مجلس الأمن مترددون ازاء موضوع انشاء المحكمة الدولية "لأسباب سياسية ومادية تتعلق بتمويل العملية". ورأى أنه تم تضييع فرصة إقامة محكمة دولية لإدانة صدام ونظامه في السنوات الأولى بعد حرب الخليج "حين كان الرأي العام الدولي أكثر تأييداً وحماسة لذلك". وتحدث شيفير أول من أمس في مؤتمر نظمته مؤسسة الشرق الأوسط ومؤسسة العراق تحت عنوان "صدام حسين: جرائم حرب وجرائم ضد الشعب العراقي"، عن استخدام النظام العراقي الأسلحة الكيماوية في حربه مع إيران وفي قصف حلبجة، وعن التطهير العرقي للعراقيين من أصل فارسي، وتجفيف الأهوار في جنوبالعراق واجتياح الكويت واحتلالها، والاستمرار في اغتيال المعارضين السياسيين. وسمى شيفير 12 مسؤولاً عراقياً حملهم مسؤولية هذه الجرائم. وتضمنت القائمة بالإضافة إلى صدام، طارق عزيز ونجلي صدام عدي وقصي. وقال شيفير ل"الحياة" إن الولاياتالمتحدة ملتزمة اعطاء تأشيرات دخول إلى الأممالمتحدة لطارق عزيز من خلال معاهدات مع هذه المنظمة الدولية، لكن هذه الحال قد تتغير إذا ثبتت المنظمة "قرار إدانة" قد يصدر عن محكمة جزائية دولية. وأعلن ان التهديد بتوقيف مسؤولين عراقيين في الخارج أقلق النظام العراقي ودفعه إلى تقليص سفر المسؤولين إلى الدول الأوروبية. وانتقد شيفير من كانوا يعتقدون ان إدانة المجموعة المحيطة بصدام قد تردعها عن القيام بأي محاولة لإطاحته، وقال إن "طبيعة النظام العراقي تجعل هذه الحجة واهية لأن صدام وقلة من حوله يمتلكون قوة مطلقة، ومن غير المحتمل أن يقوم هؤلاء بالانتفاضة ضده". وفي كلمته أمام المؤتمر قال شيفير إن "صدام يحب أن يشبه نفسه بنبوخذ نصر الثاني، لكن التاريخ سيحكم بأنه أقرب إلى هولاكو الفاتح المغولي الذي ترك مأثرة في القتل". وتابع ان الفاتحين المغول "أقاموا اهرامات من جماجم الضحايا وصدام استخدم خوذات الجنود الإيرانيين الذين قتلوا في الحرب 1980-1988 لاغراض مماثلة". وختم قائلاً: "حان الوقت لمحاسبة صدام وأعوانه على جرائم في حق الإنسانية والتي ارتكبوها في السنوات العشرين الأخيرة".