أصيب ثمانية شبان فلسطينيين في مواجهات مع جنود اسرائىليين امس قرب مستوطنة نتساريم في قطاع غزة. ووقعت الصدامات عندما رشق المئات من الشبان الفلسطينيين الجنود بالحجارة والزجاجات الفارغة احتجاجاً على مذابح اللاجئين الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982. ورد جنود الاحتلال بإطلاق الرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع، فأصيب ثمانية فلسطينيين بالرصاص المطاط فيما اصيب العشرات بحالات إغماء بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع. كذلك أصيب جندي من قوات "حرس الحدود" الاسرائيلي بجروح في وجهه. وقررت سلطات الاحتلال اغلاق معبر المنطار التجاري الواقع شرق مدينة غزة، معتبرة اصابة جندي من قواتها بأنه "أمر خطير للغاية". وكان الشبان الغاضبون تجمعوا منذ ساعات الصباح قرب مفترق الشهداء واخذوا يرشقون جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الفارغة. وانسحب الجنود الى مكان قريب من مستوطنة نتساريم الواقع على بعد 3 كيلومترات جنوب مدينة غزة، ونحو كيلومتر واحد الى الغرب من الموقع العسكري الاسرائيلي المقام عند مفترق الشهداء، والذي يوفر الأمن والحراسة للمستوطنين. وتعتبر مواجهات امس، أول صدامات تجري بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال منذ منتصف ايار مايو الماضي، عندما وقعت آنذاك صدامات أدت الى مقتل نحو 6 فلسطينيين، وإصابة نحو ألف. وطالب شبان بتقديم أرييل شارون زعيم حزب "ليكود"، وزير الحرب الاسرائيلي عام 1982 الى محكمة دولية لينال العقاب الذي يستحقه على ما ارتكبه من مجازر في حق الشعب الفلسطيني. كما دعوا الى تقديم عدد آخر من قادة الدولة العبرية الى محكمة دولية لمجرمي الحرب، من بنيهم رئيس الحكومة ايهود باراك. الى ذلك، شكلت في غزة أول من امس "اللجنة الشعبية لإحياء ذكرى شهداء صبرا وشاتيلا". وقال عبدالكريم عاشور عضو اللجنة لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا" ان العمل جار الآن لجمع التبرعات لترميم مقبرة شهداء المذبحة واقامة نصب تذكاري لهم ومتحف صغير يضم أسماءهم وصورهم والأدوات التي ارتكبت بها المذبحة.