أحيا لبنانيون ولاجئون فلسطينيون الذكرى ال18 لمجزرة مخيمي صبرا وشاتيلا التي أودت بحياة العشرات. وحملت نساء صور أبنائهن الذين فُقدوا في المجزرة الى المقبرة الجماعية في صبرا بعدما نُظفت على عجل وهي التي تحولت الى ملعب مهجور. ورفعت في المكان لافتات تدين وحشية ما حصل وتطرح موضوع القدس وتطالب بتحريرها. وانطلقت للمناسبة مسيرة من أمام مدرسة اريحا في مخيم صبرا شارك فيها المئات بينهم ممثلو الفصائل الفلسطينية وفرق كشفية حملت العلم الفلسطيني. الوفد الايطالي الذي يزور لبنان للمناسبة شارك في المسيرة وحمل اعضاؤه اكاليل الزهر الى المقبرة وألقيت كلمات تدين المجازر التي ارتكبتها اسرائيل، وتدعو الى الاهتمام بالمقبرة وصيانتها. وقال عضو المكتب السياسي لحركة "أمل" علي حمدان باسم الأحزاب والقوى اللبنانية "ان شهداء المجزرة دفعوا ضريبة الاجتياح الاسرائيلي". وأكد الأمين العام لجبهة النضال الشعبي خالد عبدالمجيد باسم تحالف القوى الفلسطينية "رفض الاتفاقيات التي وقعت بين الفلسطينيين والاسرائيليين". ودعا الى مواجهة خطط تهويد القدس وتوطين اللاجئين الفلسطينيين. وشدد على اهمية موقف الحكومة اللبنانية في هذا الاطار. ودعا رئيس بلدية الغبيرة محمد سعيد الخنساء الى اعطاء الفلسطينيين في لبنان حقوقهم الاجتماعية والانسانية. كلمة الوفد الايطالي القاها الصحافي ستيفانو كياريني، وكانت مؤثرة استهلها بالاعتذار من الشهداء "لأننا نسيناهم لفترة طويلة، ولأننا خلال 18 عاماً عشنا حياة طبيعية، فيما تتألم أمهاتهم وعائلاتهم، ووعد بمتابعة النضال حتى يعود الشعب الفلسطيني الى ارضه". وطالب بأن يتمتع اللاجئون الفلسطينيون بحقوق مدنية في لبنان. وأقيمت مساء مسيرة شموع الى المقبرة. وكان الوفد الايطالي التقى نائب الأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، وأبدى له سعادته بتحرير الجنوب اللبناني وتأييده لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه. وأكد قاسم من جهته "ان مشاركة هذا الوفد في إحياء ذكرى المجزرة اعطاها بعداً جديداً". وقال: "ان سجل اسرائيل حافل بالمجازر في لبنانوفلسطين، ولا نستطيع تلمس اشراقة واحدة منذ مطلع القرن العشرين بما يرتبط بالأحداث المتتالية في هذه المنطقة، وعلينا ان نتابع الرفض والمواجهة". وتعددت الاحتفالات بذكرى المجزرة فنظمت الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين مسيرة شموع الى المقبرة مساء أول من أمس، وأقامت احتفالاً أمس في مقرها في مخيم شاتيلا، تحدث خلاله عضو المكتب السياسي للجبهة علي فيصل، الذي حذر من العودة الى المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس "التفاهمات" التي تم التوصل اليها في كامب ديفيد. كما نظمت هيئة أبناء بيروت في تجمع اللجان والروابط الشعبية احتفالاً حضره ممثل رئيس الجمهورية محافظ بيروت يعقوب الصراف وممثل قائد الجيش العقيد الركن علي حرب.