ينتظر جميع المتتبعين العالميين لمسابقات الجمباز في دورة سيدني اكتشاف نجمات جديدات قادرات على دمغ المنافسات بطابع تالقهن الخاص على غرار ناديا كومانتشي واولغا كوربوت وماري لوريتون وكيري ستراغ في السابق. ومن بين المرشحات لتحقيق هذا الانجاز في دورة الالعاب الاولمبية المقبلة في سيدني الاميركيتان المخضرمتان دومينيك دوايس 23 عاماً وآمي شوى 22 عاماً اللتان انضمتا الى منتخب "السبع الرائعات" الذي منح بلاد "العم سام" ذهبيته الاولى في مسابقة الفرق في تاريخ مشاركاته في دورة اتلانتا الاولمبية السابقة. ويذكر الجميع المشهد المؤثر الاخير الذي اسدل الستار على منافسات الفرق للسيدات في الدورة الاولمبية السابقة، والذي ارتبط بإصابة لاعبة المنتخب الاميركي ستراغ بوردن في كاحلها وخروجها على حمّالة من دون ان تعلم بتتويج منتخب بلادها، في ظل اجواء واضحة من التعاطف التحكيمي اثرت ايجاباً على النتيجة. واعلنت ستراغ اعتزالها بعد الدورة الاولمبية، وكذلك شقيقتها اماندا بوردن وعضوة المنتخب شانون ميلر، التي اعتبرت اكثر الرياضيات حصداً للميداليات الاولمبية في تاريخ المنتخب الاميركي عبر سبع ذهبيات، اما العضوتان الآخرتان دومينيك موسيانو وجايسي فيلبس فأخفقتا في التأهل، بعدما كانتا عانتا من سلسلة من الاصابات المتعاقبة التي اثرت على مستواهما في الاعوام الاربعة الاخيرة. وحتم ذلك، الى جانب اعلان المدرب الروماني الاصل بيلا كارويلي اعتزاله، تراجع نتائج المنتخب الاميركي في بطولتي العالم الاخيرتين 1997 و1999، واحتلاله المركز السادس فيهما، الا ان بصيص الامل عاد اخيراً بتولي كارويلي ذاته مسؤولية الاشراف على المنتخب، علماً انه أسهم في صنع النجمات الكبيرات جميعهن في الدورات الاولمبية، بدءاً بكومانتشي عام 1976 ومروراً بلوريتون عام 1984 وانتهاءً بستراغ وموسيانو عام 1996. ولعل حظوظ التألق الاكبر في فئة السيدات تصب في خانة الروسية سفيتلانا خوركينا 21 عاماً التي كانت اوقفت موقتاً احترافها مهنة التمثيل في محاولة اخيرة لانتزاع المجد الاولمبي في المسابقة الفردية العامة. وستعتمد خوركينا على خبرتها بالدرجة الاولى لتحقيق هذا الانجاز الذي فاتها تحقيقه في الدورة اتلانتا الاولمبية السابقة، حيث اكتفت بانتزاع ذهبية العارضتين غير المتوازيتين. وعادت البطلة الروسية لتنتزع لقب المسابقة العامة في بطولة العالم 1997، وبطولة اوروبا 1998، قبل ان تتراجع الى المركز 12 في بطولة العالم العام الماضي، ثم تحقق عودة لافتة بانتزاعها خمس ذهبيات في بطولة اوروبا في ايارمايو الماضي. وتنضم الى خوركينا في خانة المرشحات الرئيسيات مواطنتها ييلينا برودونوفا، الوحيدة في العالم حالياً، التي تؤدي حركة الالتفاف المزدوج في مسابقة حصان القفز، والاوكرانية فيكتوريا كاربينكو، التي كانت تخلفت عن منافسات دورة اتلانتا الاولمبية السابقة بسبب الاصابة في كتفها وكذلك عن بطولة العالم 1997، حين اصيبت بكسور في اصابع يديها. وتتطلع كاربينكو الى متابعة تقليد احتكار الاوكرانيات للقب في الدورتين الاولمبيتين الاخيرتين بعد تاتيانا غوتسو في برشلونة 1992 وليليا بودكوباييفا في اتلانتا 1996. وهناك حاملة لقب بطلة العالم في المسابقة العامة الرومانية ماريو اولارو، التي تتمتع بحظوظ كبيرة نظراً الى استقرار مستواها في العامين الاخيرين. وتعد الاخطاء الكثيرة عقبة الصينيين الاكثر موهبة في فئة الرجال تشمل الحظوظ الكبيرة الرياضيين الصينيين والروس، الى جانب الاميركيين الذين يرجح تحقيقهم بعض المفاجآت البارزة. وكان الصينيون كرروا في بطولة العالم الاخيرة على ارضهم انجازي الفوز بذهبية مسابقة الفرق وحصد العدد الاكبر من الميداليات الفردية، كما حصل في بطولة العالم في سويسرا 1997. وسيصعب التغلب عليهم عموماً في ظل اتباعهم برنامجاً تدريبياً مكثفاً يمتد طوال العام. وترجم ذلك على الارض في فشل لو يوفو، صاحب افضل نتيجة صينية في المسابقة الفردية العامة في بطولة العالم الاخيرة، بحلوله خامساً، في منافسات التأهل الى الدورة الاولمبية، بخلاف هيونغ كزو ويان يي اللذين حلا في المركزين 11 و12 على التوالي في البطولة ذاتها، والمخضرم لي كزياهيونغ الذي فاز في المسابقة العامة في دورة اتلانتا الاولمبية السابقة. وتجسد النتائج الصينية الجيدة غالباً نظام رعاية الرياضيين منذ سن صغيرة، وخضوعهم لبرنامج تدريب فردي في مركز بكين الخاص برياضة الجمباز، الا ان المشكلة الوحيدة ترتبط بعدم اعتيادهم على حجم الضغوطات الكبيرة في الدورات الاولمبية تحديداً. ويقول بيتر كورمان مدرب المنتخب الاميركي للرجال: "ان السبب الرئيسي لخسارة المنتخب الصيني هو ارتكاب عناصره الاخطاء الكثيرة غير المبررة، كما حصل في الدورة الاولمبية السابقة حين انزلقت يد لي كزياهيونغ عن جهاز العارضة الثابتة اثناء عملية الهبوط النهائية". ويمتلك الروسي بحسب المراقبين ثاني افضل منتخب بقيادة نيكولاي كروكوف، الذي خرج من المجهول لينتزع لقب المسابقة العامة في بطولة العالم العام الماضي على حساب المرشح الاوفر حظاً مواطنه اليكسي نيموف الذي يحمل اللقب الاولمبي في المسابقة الفردية العامة. وقلل بلاين ويلسون، الذي يجسد الامل الاكبر للرياضيين الاميركيين الى جانب التوأمين الناشئين بول ومورغان هام اللذين يبلغان سن ال17 عاماً، من حظوظ الروس، ورأى انها تنحصر في عنصرين جيدين فقط. لكن حظوظ الاميركيين لن تكون كبيرة ايضاً، خصوصاً في مسابقة الفرق، والتي لم ينتزع الذهب فيها منذ عام 1932. وبين الرياضيين المرشحين لمواكبة مسيرة المنافسة على الالقاب الفردية البيلاروسي ايفان ايفانكوف الذي احرز ذهبية المسابقة العامة في بطولة العالم 1997، بعدما كان غاب عن منافسات دورة اتلانتا بسبب الاصابة في ركبته.