تميز اليوم الاول للمؤتمر الوطني للحزب الديموقراطي بعدد من السوابق السياسية في تاريخ الولاياتالمتحدة. السيدة الاولى زوجة الرئيس هيلاري القت خطابا امام المؤتمر ليس فقط بصفتها زوجة رئيس ذاهب انما كمرشحة للدخول الى مجلس الشيوخ. وهي المرة الاولى في تاريخ الولاياتالمتحدة التي تسعى فيها زوجة الرئيس الى مستقبل سياسي بعد البيت الابيض. والرئيس كلينتون الذي تلا زوجته على منبر الحزب الذي قاده لثماني سنوات اعطى مفارقة تاريخية، فغالبية الشعب الاميركي تعتبره من أنجح الرؤساء في تاريخ الولاياتالمتحدة مقابل حصوله على أقل تأييد لرئيس حين يطرح السؤال عن سلوكه الشخصي. ويضاف الى ذلك ترشيح السيناتور جوزف ليبرمان لمنصب نائب الرئيس ليكون اول يهودي علني يسعى الى هذا المنصب في تاريخ الولاياتالمتحدة. تبقى معرفة كيف سيدخل ال غور التاريخ: اول رئيس للولايات المتحدة في القرن الواحد والعشرين، ام نائباً لرئيس في اكثر العهود ازدهاراً في الاقتصاد ومع ذلك لم ينجح في ترجمة ذلك استمراراً للحزب الديموقراطي في السيطرة على البيت الابيض. اليوم الاول للمؤتمر كان يوم عائلة كلينتون، ما يؤكد ان هذه العائلة ستبقى في الوسط السياسي حتى في مرحلة ما بعد البيت الابيض. هيلاري القت خطاباً ابعد عن ان يكون وداعياً. اذ حددت برنامجها الانتخابي في معركتها لدخول مجلس الشيوخ عن ولاية نيويورك. وبعدما شكرت الشعب الاميركي على الدعم الذي تلقته حتى "في الايام الصعبة"، امتدحت غور وليبرمان ودعت الشعب الى "متابعة تقدم اميركا" من خلال انتخابهما. اما كلينتون فدعا الاميركيين الى الحفاظ على الانجازات التي حققت في السنوات الاخيرة بانتخاب غور رئيساً. ووصف اختياره غور ليكون نائبه "واحداً من افضل القرارات في حياته". ولمدة اربعين دقيقة ركز كلينتون على عرض الانجازات التي حققتها ادارته خصوصاً في المجال الاقتصادي وتجييرها لمصلحة غور. ومما قال: "في اكثر الاوقات تحدياً، حين واجهنا اصعب القضايا في السلم والحرب، او حين واجهنا اصحاب المصالح الخاصة القوية، كان غور موجوداً دائماً". وهاجم الجمهوريين ولكن من دون تسمية مرشحهم جورج بوش، لانتقادهم مشروع الحزب الديموقراطي الاقتصادي منذ ثماني سنوات قائلاً: "قال زعماؤهم عن المشروع انه سيزيد العجز ويلغي وظائف ويدخلنا في ركود"، وتوقف لحظة ثم قال: "الزمن لم يكن لطيفاً تجاه تنبؤاتهم الجمهوريين" ليفجر هتافات الوفود الموجودة في القاعة: "شكراً يا بيل". واعاد كلينتون التذكير بسؤال ريغان الشهير عام 1980 حين سأل: "هل انتم اليوم افضل مما كنتم عليه منذ ثماني سنوات؟"، واجاب: "بالتاكيد نعم". واضاف: "آل غور وجو ليبرمان سيحافظان على الازدهار من خلال تخفيض الديون. الاستثمار بالتعليم والخدمات الصحية وتأمين خفض للضرائب نستطيع تحمله للعائلات الاميركية وهذا نقيض لمواقف اصدقاءنا الجمهوريين". وحاول منظمو المؤتمر اضفاء نوعاً من العفوية على أعمال المؤتمر وجعله اكثر "شعبياً" واقرب للناس من مؤتمر الحزب الجمهوري الذي تميز بالتنظيم الدقيق والصارم وهذ ما عابه عليهم الديموقراطيون واسموه "عرض هوليوودي". حاكم كاليفورنيا غراي دافيس رحب بوفود الحزب قائلا لهم "هنا في منزل صناعة الافلام، شاهدنا عرضاً مسبقاً للفيلم الجمهوري - مغامرة جورج بوش وديك تشيني الممتازة - لا اعتقد انهم سينجزوها". بعد يوم "عائلة كلينتون"، سيكون اليوم الثاني ل "عائلة كنيدي" لمحاولة حشد الدعم لغور. فمن المقرر ان تخاطب كارولين، ابنة الرئيس الراحل، المؤتمر وهي اخت جون الذي ابكى الشعب الاميركي منذ اكثر من سنة حين قضى يحادث تحطم طائرته، ويتبعها عمها السيناتور تيد كنيدي ويليه السيناتورالسابق بيل برادلي الذي زاحم غور للفوز بترشيح الحزب.