فقدت المدرسة التدريبية البرازيلية سيطرتها على الأولوية في قائمة مدربي الأندية السعودية الممتازة لمصلحة المدرسة الأوروبية بعدما كانت قد أحكمت قبضتها منذ سنوات عدة على مراكز القيادة الفنية، وأصبحت المدارس التدريبية الأوروبية الأكثر تهديداً للبرازيلية في ملاعب كرة القدم السعودية، خصوصاً في ظل النجاحات الكبيرة التي حققها البلجيكي ديمتري مع الاتحاد والروماني يوردانيسكو مع الهلال، وهي نجاحات ساحقة. ولا بد من التذكير أيضاً ان مدرب المنتخب السعودي الأول هو التشيخي ميلان ماتشالا أي انه من المدرسة الأوروبية، ويقود المدربون البرازيليون، الشؤون الفنية في اربعة أندية هي الشباب والاتفاق والقادسية والأنصار فيما ذهبت سدة القيادة في أندية الاتحاد والنصر والهلال والوحدة الى الأوروبيين. وسجل الأهلي حالاً جديدة بتعاقده مع المدرب الارجنتيني لوبيز، ويمثل المدربان التونسيان في سدوس والنجمة المدرسة العربية، ويعتبر الرياض الوحيد الذي وضع ثقته في مدرب وطني هو بندر الجعيثن. وشكلت عودة المدربين السابقين لأنديتهم ظاهرة بارزة هذا الموسم أيضاً حيث عاد كل من البلجيكي ديمتري الى الاتحاد والروماني بلاتشي الى الهلال، والبرازيلي كامبوس الى الشباب، والتونسي الزواوي الى النجمة. كما عاد البرازيلي هوليفيرا مدرب الشباب السابق عبر نادي الاتفاق، ومواطنه كارلوس روبرتو مدرب الشباب السابق عبر الأنصار، وأصبح الشباب بذلك أحد أكثر الأندية السعودية تصديراً لمدربيه. وجاءت الخطوة الشبابية بالتعاقد مع كامبوس كونه يحمل تاريخاً مشرفاً مع الفريق إذ حقق أول كأس لبطولة دوري خادم الحرمين الشريفين، ويحظى بقبول واسع لدى الأوساط الشبابية، ومنذ رحيله من الشباب وحتى عودته اليه مرّ كامبوس بمحطات تدريبية في منطقة الخليج، أبرزها مع المنتخب الكويتي وآخرها مع الريان القطري. وعلى الخطى ذاتها أعاد الهلال ايلي بلاتشي على رغم معارضة عدد من أعضاء الشرف بسبب بعض المواقف السلبية لهذا المدرب في نهاية فترته التدريبية، ومع ذلك فقد تعاقد معه الهلاليون استناداً الى نجاحه السابق في تحقيق أول بطولة في مسابقة مجلس التعاون الخليجي. ومثل سلفه كامبوس لم يبتعد بلاتشي عن الخليج، اذ انتقل في الفترة الفاصلة بين رحيله وعودته الى نادي العين الاماراتي وقاده الى نهائي البطولة الآسيوية، ويشتهر هذا المدرب بعصبيته الزائدة، ولا تزال حادثة ضربه لحكم احدى المباريات الدوري بالحذاء عالقة في الاذهان. ولم يحد الاتحاديون عن الخطى الشبابية والهلالية، إذ أعاد ديمتري الملقب ب"الداهية" بين الجماهير الاتحادية، نظراً لتحقيقه نجاحات باهرة إبان فترته التدريبية الأولى والثانية، وأبرزها "الثلاثية" أثناء رئاسة طلعت لأمي و"الرباعية" إبان رئاسة أحمد مسعود، والذي لا يزال في منصبه وهو من أكثر المدربين المرشحين للنجاح. أما الوحدة فقد أدى الانتعاش المادي في صندوقه عبر صفقة اللاعب عبيد الدوسري 6 ملايين ريال الى البحث عن مدرب متمكن. وتوجهت انظار الوحداويين الى بلاتشي ولكن العيون الهلالية خطفته ولم يبخل بلاتشي على الوحدة بالمشورة فقادهم الى التعاقد مع المدرب الروماني دمترو والحاصل على لقب أذكى مدرب في رومانيا وهي تجربة جديدة للوحداويين مع المدرسة الرومانية. ويعتبر الأهلي النصر الوحيدين اللذين تعاقدا مع مدربين جديدين لم تعرفهما الساحة السعودية من قبل، فقد أتى النصر بالمدرب البرتغالي جورج آرثر، فيما تعاقد الأهلي مع الارجنتيني لوبيز وهي المرة الأولى التي تدخل فيها البرتغال ساحة التدريب السعودية. ولعل التجديد الأهلاوي النصراوي جاء حرصاً على العودة الى "معانقة" البطولات والتي يشترك الفريقان في البعد عنها منذ أمد بعيد. وسلك الاتفاق والانصار الطريق الأسهل بالتعاقد مع مدربين سبق لهما العمل في الدوري السعودي وهما اميليو فيارا وكارلوس روبيرتو. ويبقى الرياض وسدوس الوحيدان اللذان استقرا تدريبياً حيث أبقيا على مدربيهما السعودي بندر الجعيثن والتونسي الحسن المالوش، وهما يسعيان الى تحسين موقعيهما ضمن فرق الدوري ترتيباً. وقد يساهم الاستقرار التدريبي بالنسبة لهما في ذلك. وأبقى القادسية على مدربه البرازيلي كابرال، الذي صعد بالفريق الى مصاف الدوري الممتاز، وهو ليس غريباً عن الملاعب السعودية إذ سبق له الاشراف على المنتخب السعودي للشباب وفريقي الأهلي وهجر. وعلى رغم ان عشرة أندية قد تعاقدت مع عشرة مدربين جدد بالنسبة لها الا أن مقصلة المدربين عادة ما تبدأ بعد تجاوز المرحلة الأولى من الدوري والتي تشهد قرارات إقالة بالجملة، وسننتظر ما تؤول اليه النتائج والقرارات بعد مرور مرحلة السخونة الأولى في الموسم الجديد.