اختتم الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران السعودي زيارته الى المنطقة الجنوبية التي استمرت ثلاثة ايام افتتح خلالها عدداً من المشاريع العسكرية والتنموية. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن الأثر الايجابي في استقرار المنطقة بعد توقيع اتفاقي الحدود مع اليمن والكويت ثم مع ايران في المرحلة المقبلة بشأن حقل الدرة البحري قال وزير الدفاع والطيران السعودي: "الاتفاق مع اليمن صدر من مجلسي الوزراء والشورى السعوديين، وما يقال في هذا المجال يعتبر تحصيل حاصل. أما بالنسبة الى اتفاق الحدود مع الكويت فلم تكن هناك مشكلة. وهذا الاتفاق عبارة عن تنظيمات سعى اليها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير عبدالله بن عبدالعزيز الذي يبذل جهداً كبيراً في خدمة وطنه وأمته العربية والاسلامية واستطاع تخطي أشياء كثيرة". وأضاف "تم الاتفاق مع اخواننا في الكويت، وساروا معنا بخطوات جيدة، وتم تنفيذ ما كان متفقاً عليه في تقسيم المياه والأرض وانتهى كل شيء على ما يرام". وعقد الأمير سلطان مؤتمراً صحافياً مساء أول من أمس اثر افتتاح مقر صحيفة "الوطن" السعودية مبنى مؤسسة عسير للصحافة والنشر ومركزها الطباعي في مدينة أبهاجنوب السعودية قال فيه: "انطلاقة جريدة الوطن ستكون ايجابية، وستكون مثالاً يحتذى به". وأوصى أصحاب الصحف ومجالس اداراتها باعادة النظر في توحيد بعض الصحف ودمجها حتى تصبح قوية مادياً ومعنوياً وتحريرياً، مشيراً الى أن تعدد الصحف لا يعني تطور البلاد، ولكن التطور تعكسه نوعية ما تقدمه الصحف وكتابها ومحرروها والمعلومات التي توفرها وفيها مصلحة الوطن والأمة، وشدد على أن هذا الرأي ليس تعليمات ولا تقليلاً من شأن بعض الصحف فهي محل تقدير واحترام، "ولكن العصا الواحدة تكسر، وعصاتان أقوى من واحدة". وعن اعتذار الصناديق الحكومية والبنوك التجارية عن عدم تمويل مشروع صحيفة "الوطن"، قال: "الموضوع يحتاج الى الرجوع الى المعنيين، ومعرفة سبب الاعتذار. ولو تم اخباري بهذا الموضوع قبل نهاية العمل لكان فيه تدخلات أمام خادم الحرمين الشريفين أو ولي عهده". واعتبر انشاء معهد لتأهيل الكوادر الصحافية فكرة حسنة يجب أن يشارك فيها رجال الصحافة والقطاع الخاص بتوجيه من وزارة الاعلام. ودعا الاعلاميين السعوديين الى كلمة الحق والعقلانية، وتجنب المهاترات في هذا البلد الاسلامي العربي الأصيل. وعن معرض القوات المسلحة في قاعدة الملك خالد العسكرية في خميس مشيط أشار الى أن "القوات المسلحة هي المنظمة له، ويجب أن نحترمه وندعمه لأن القوات المسلحة هدفها ومهمتها خدمة الوطن والمواطن"، مؤكداً ان المعرض سيقام كل سنة، وسينتقل الى قطاعات ومناطق السعودية كافة في كل الفصول ما عدا فصل الصيف حتى لا يتعارض مع السياحة في منطقة عسير. وعن القوات السعودية في المدن الحدودية مع اليمن قال: "القوات السعودية في بلادها وأرضها، أما الاتفاق مع اليمن على الحدود فسينفذ حرفياً من جانب السعودية واليمن". وتحدث الأمير سلطان عن الحصار على العراق ودور السعودية في رفعه فقال: "نحن نجزع ونتألم لأحوال الشعب العراقي الشقيق، ولكن اذا كانت القيادة العراقية لا ترى لشعبها التقدم والعناية والراحة والتجاوب مع الأممالمتحدة فليس لنا من الأمر في شيء". وتطرق وزير الدفاع والطيران السعودي الى الاتفاق على شراء دبابات "لوكليرك" الفرنسية فقال: "البحث جار في كيفية تصنيع أجزاء من هذه الدبابات عن طريق برنامج التوازن الاقتصادي. وتم إبلاغ الفرنسيين بأنهم إذا كانوا يريدون التعاون صناعياً، كما تم التعاون مع أميركا وبريطانيا، فسنتقدم بنظام توازن اقتصادي ايجابي حتى يتقدم القطاع الخاص في السعودية ويقوم بما فيه فائدة له بهدف التصنيع"، مشيراً الى أن الدولة لم تتدخل في هذا الموضوع. وعن احلال الرجال في وظائف الرئاسة العامة لتعليم البنات قال: "النساء نصف الرجال، فالمرأة هي الأم والأخت والزوجة. ونحن نرحب بتوظيف المرأة السعودية حسب ما سمحت به الشريعة الاسلامية وحسب طاقتها. ويوجد في الرئاسة العامة لتعليم البنات نحو 75 في المئة من النساء و 25 في المئة رجال، ويعمل في الرئاسة نحو 3750 رجلاً و13 ألف امرأة". وتطرق الى العقوبات التي ستطبق ضد مستخدمي الهاتف الخليوي الجوال على الخطوط السعودية فقال: "عوقب ضابط في القوات المسلحة السعودية بسبب استخدامه الجوال أثناء الرحلة. وستزود الطائرات صناديق يتم وضع الجوال فيها ويعطى صاحبه رقماً محدداً للجهاز، ويتم استلامه بعد هبوط الطائرة بهدف الاحتياط لما فيه صالح الطائرة والأمن فيها". وكان الأمير سلطان قد رعى احتفالاً بتوزيع جائزة أبها الثقافية في مجال الخدمة الوطنية والثقافة والتعليم الجامعي والعام على مسرح قرية المفتاحة في أبها. وأكد أمير منطقة عسير الأمير خالد الفيصل أن "تكريم الأمير سلطان الفائزين هو تكريم للثقافة في السعودية، لأن الثقافة سياحة والسياحة ثقافة". وافتتح بعد ذلك معرض الكتاب الثاني الذي تنظمه جامعة الملك خالد في الجنوب بالتعاون مع مكتبة العبيكان في صالة المعارض الأولى في المفتاحة بمشاركة 50 ناشراً من السعودية وغيرها. كما افتتح معرض الآثار والمتاحف في مركز الملك فهد الثقافي في المفتاحة الذي نظمته وكالة الآثار والمتاحف في وزارة المعارف السعودية، ويضم المعرض أكثر من 72 لوحة تمثل فترات تاريخية مختلفة للسعودية.